﴿يوم تقلب وجوههم في النار﴾ آيات خاشعة تلاها الشيخ ناصر القطامي | 9-6-1441 - YouTube
القول في تأويل قوله تعالى: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) يقول تعالى ذكره: لا يجد هؤلاء الكافرون وليًّا ولا نصيرًا في يوم تقلب وجوههم في النار حالا بعد حال (يَقُولُونَ) وتلك حالهم في النار (يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ) في الدنيا وأطعنا رسوله فيما جاءنا به عنه من أمره ونهيه، فكنا مع أهل الجنة في الجنة، يا لها حسرة وندامة، ما أعظمها وأجلها.
وتَخْصِيصُ الوُجُوهِ بِالذِّكْرِ مِن بَيْنِ سائِرِ الأعْضاءِ لِأنَّ حَرَّ النّارِ يُؤْذِي الوُجُوهَ أشَدَّ مِمّا يُؤْذِي بَقِيَّةَ الجِلْدِ لِأنَّ الوُجُوهَ مَقَرُّ الحَواسِّ الرَّقِيقَةِ: العُيُونِ والأفْواهِ والآذانِ والمَنافِسِ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿أفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ العَذابِ يَوْمَ القِيامَةِ﴾ [الزمر: ٢٤]. الباحث القرآني. وحَرْفُ (يا) في قَوْلِهِ (يا لَيْتَنا) لِلتَّنْبِيهِ لِقَصْدِ إسْماعِ مَن يُرْثى لِحالِهِمْ مِثْلَ يا حَسْرَتَنا. والتَّمَنِّي هُنا كِنايَةٌ عَنِ التَّنَدُّمِ عَلى ما فاتَ، وكَذَلِكَ نَحْوُ (يا حَسْرَتَنا) أيْ أنَّ الحَسْرَةَ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ. وقَدْ عَلِمُوا يَوْمَئِذٍ أنَّ ما كانَ يَأْمُرُهم بِهِ النَّبِيءُ ﷺ هو تَبْلِيغٌ عَنْ مُرادِ اللَّهِ مِنهم وأنَّهم إذْ عَصَوْهُ فَقَدْ عَصَوُا اللَّهَ تَعالى فَتَمَنَّوْا يَوْمَئِذَ أنْ لا يَكُونُوا عَصَوُا الرَّسُولَ المُبَلِّغَ عَنِ اللَّهِ تَعالى. والألِفُ في آخِرِ قَوْلِهِ (الرَّسُولا) لِرِعايَةِ الفَواصِلِ الَّتِي بُنِيَتْ عَلَيْها السُّورَةُ فَإنَّها بُنِيَتْ عَلى فاصِلَةِ الألِفِ وهي ألِفُ الإطْلاقِ إجْراءً لِلْفَواصِلِ مَجْرى القَوافِي الَّتِي تَلْحَقُها ألْفُ الإطْلاقِ.
يوم تُقلّبُ وجوهُهُم في النار الدكتور عثمان قدري مكانسي - قرأ الإمام في صلاة العشاء من سورة الأحزاب قوله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)" قلت في نفسي: ما أشد اللعن وأسوأه! إنه الطرد من الرحمة ، ومن الطاردُ ؟ إنه ملك الملوك يفعل مايشاء ، ولا رادّ لما يشاء ، ومن طُرد من رحمة الله فليس له من مأوى سوى النار – والعياذ بالله تعالى من ناره – وتوقف معي عند كلمة " أعدّ " تجد المصير المخيف لهؤلاء في جهنم. ألا ترى أن الإنسان حين يشترى داراً يهيئها لمدة قد تطول العمر الدنيويّ كله ، و يسعى أن تحوي كل صنوف الراحة ويرتبها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؟ لكنّ الإعداد الإلهيّ للكافر في النار يتضمن ما يستحقه الكافر من عذاب وتنكيل وإهانة وويلات ، وإعداد الله غير الإعداد البشري - ولا تصح المقارنة بين الخالق والمخلوق - فقد باع الكافر الذي ظلم نفسه بالجحود والنكران آجله بعاجله ، فليس له في الآخرة إلا النار يخلد فيها أبد الآبدين – نسأل الله العافية من سوء المصير – قال تعالى: " خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (65) " والسعير نار تلظّى بما لا يتخيله متخيل.
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة الملف الشخصي: تقييم العضو: معدل تقييم المستوى: 493 الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين جزاك الله كل خير واحسن اليك (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { يَوْمَ تُقَلَّب وُجُوههمْ فِي النَّار يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: لَا يَجِد هَؤُلَاءِ الْكَافِرُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا فِي يَوْم تُقَلَّب وُجُوههمْ فِي النَّار حَالًا بَعْدَ حَال { يَقُولُونَ} وَتِلْكَ حَالهمْ فِي النَّار: { يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ} فِي الدُّنْيَا وَأَطَعْنَا رَسُولَهُ, فِيمَا جَاءَنَا بِهِ عَنْهُ مِنْ أَمْره وَنَهْيه, فَكُنَّا مَعَ أَهْل الْجَنَّة فِي الْجَنَّة, يَا لَهَا حَسْرَة وَنَدَامَة, مَا أَعْظَمهَا وَأَجَلّهَا. ' بعد أن ذكر الحق سبحانه الأبدية التي ستكون للكفار في النار يذكر وَصْفاً للحالة التي سيكونون عليها في النار { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ.. } [الأحزاب: 66] التقليب معناه تغيير الأمر وتصريفه من حال إلى حال، ومنه قوله تعالى: { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ} [آل عمران: 196-197]. يعني: أسفارهم ونشاطهم في حركة التجارة بين الشام واليمن، وما يترتب على هذه الحركة من أموال وثروات.
فقوله: { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ.. } [الأحزاب: 66] أى: تقلِّبهم الملائكة، فكلما نضج جانب قلبوهم على الجانب الآخر كما تُقلِّب نحن (سيخ الكباب) على النار لتستوعبه كله، فيتم نُضْجه. وخَصَّ الوجه، لأنه سِمَة الإعلام بالشخص، وأشرفُ أعضائه وأكرمها، ومنه أُخذت الوجَاهة والوجيه، وكلها تدل على الشرف، ونظراً لأنه أشرف الجوارح، فالجوارح كلها تحميه وتدافع عنه، وسبق أنْ قُلْنا: لو أن سيارة أسرعتْ بجوارك، ولطختْ ثيابك ووجهك بالوحل مثلاً، ماذا تفعل؟ أولاً: تنشغل بوجهك وتزيل ما أصابه من أذىً، ثم تلتفت إلى ثيابك. ولتعلم أهمية الوجه ومنزلته، اقرأ قوله تعالى: { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ.. } [الزمر: 24] فمِنْ شِدَّة العذاب يتقيه بوجهه الذي هو أشرف أعضائه. أو: أن معنى التقليب من عذاب إلى عذاب، وقد أعطانا الحق سبحانه صوراً متعددة لوجوه الكافرين في النار، والعياذ بالله، فقال مَرَّةً: { تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ.. } [الزمر: 60]. وقال: { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ} [عبس: 40-42].