اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: إن الزمان يتفاضل بعضه على بعض، كما تتفاضل البقاع والأعمال والأشخاص بعضهم على بعض، فها هي ليلة القدر عدد محدود من الساعات كغيرها من حيث الزمن، لكن سَعة فضل الله ورحمته على عباده، جعلها تُساوي عشرات السنين، فاللهم لك الحمد كثيرًا ولك الشكر كثيرًا كما تُنعم كثيرًا.
ليلة 27 من رمضان لها مكانة خاصة لدى ملايين المسلمين في العالم لاعتقادهم الراسخ أنها ليلة القدر، فيجتهدون في الدعاء والتضرع إلى الله. ورغم أن كل المسلمين يجب عليهم التحري عنها في الليالي الوترية بالأيام العشر الأواخر من رمضان، أي ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو29 استنادا لقول النبي "التمسوها فى وتر العشر الأواخر من رمضان"، فإن ليلة 27 وفقا لعلماء الدين والسنة هي الأرجح أن تكون ليلة القدر، استنادا لأقوال كثيرة منها روايات عن النبي صلّى الله عليه وسلم. العشر الأواخر من رمضان.. دعاء ليلة القدر تبدأ ليلة القدر من مغرب اليوم الذي يسبق الليلة الوترية وتستمر حتى فجر اليوم التالي، وفسر علماء الدين إخفاء الله تعالى موعد ليلة القدر بأنه رغبة في أن يجتهد المسلم في طلبها ونيل عظيم ثوابها. ليلة القدر لها علامات عدة يمكن تميزها بها من بين جميع الليالي الفردية في رمضان، أبرزها ما يتعلق بصفاء الأجواء ونسمات الهواء الباردة، مع سكون الحيوانات وشروق الشمس بدون شعاع. فضل ليلة القدر ليلة القدر هي الليلة التي قال عنها الله تعالى في كتابه الكريم: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
الوقفة العاشرة: سُميت هذه الليلة ليلة القدر لعِظَمِ قدرها وشرفها، أو لأن الله يُقدر فيها ما يكون خلال السنة، وهذا يُسمى التقدير السنوي؛ قال ابن كثير رحمه الله على قوله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال: أي في ليلة القدر يُنزل الله من اللوح المحفوظ إلى الملائكة أمرَ السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق والمقادير الأخرى. الوقفة الحادية عشرة: الأرجح في ليلة القدر أنها متنقلة بين ليالِي العشر وليست ليلةً محددة، لكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة إحدى وعشرين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (التمسُوها في العشر الأواخر)، وهي في أوتارها آكدُ. الوقفة الثانية عشرة: اقرأ عن ليلة القدر قبل دخول العشر؛ لتحصل على دافع ذاتي بإذن الله تعالى لاستثمارها ومعرفة فضلها، ولتجمَع بين العلم والعمل. الوقفة الثالثة عشرة: عليك بالإكثار من الدعاء في تلك الليلة، فهي من أوقات الإجابة ولا تمل ولا تسأم، وكرِّر، ولكن عليك بالجوامع من الأدعية، فإن كل التفاصيل داخلة في جوامع الأدعية، ومن الجوامع قولك: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار).
أدعية ليلة القدر يتحدث القرآن الكريم عن ليلة القدر بأنها «ليلة القدر خير من ألف شهر»، وهي من أهم الليالي التي ينتظرها المسلمون في العشر أيام الأواخر من شهر رمضان الكريم. وتأتي ليلة القدر كما ثبت عن العلماء في ليلة فردية من العشر أيام الأواخر، وهي الليلة التي أنزل الله فيها عز وجل القرآن الكريم. ويخصصها المسلمون للصلاة والدعاء والتقرب من الله بالأعمال الحسنة. وبمناسبة اقتراب ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان الكريم، إليك عددًا من الأدعية المستحبة في هذه الليلة المباركة: * إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلنا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا وآمن روعتنا، واحفظنا من بيد أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، اللهم إنا نعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا. * إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه ومالم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه ومالم نعلم. * اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم جنبنا الرياء، اللهم طهر أعمالنا من الرياء، وقلوبنا من النفاق، وألسنتنا من الكذب، وعيوننا من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ساعات قليلة تفصلنا عن العشر الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، هذه الأيام التي يطلق عليها أيام العتق من النار، تحمل ليلة عظيمة ومباركة وهي "ليلة القدر" التي تعتبر خير من ألف شهر، وعلينا جميعًا اغتنام هذه الليلة لما فيها من نفحات وخيرات. قيام ليلة القدر قالت دار الإفتاء المصرية، أنه هناك الكثير من الأمور والوصايا التي يجب اتباعها والأخذ بها لإحياء ليلة القَدر واغتنامها بشتى الطرق وبكل العبادات. وأوضحت الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، هذه الوصايا التي من خلالها يتم إحياء ليلة القدر المباركة ومنها تجنب الإكثار في تناول الطعام حتى يستطيع المسلم القيام والطاعة، ومن ثم العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة الفضيلة. وأكدت على الإكثار من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، والإقبال على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل، لافتة الابتعاد عن المشاحنة والعفو عن كل مَن أخطأ في حقك. وأشارت إلى التركيز على "الكيفية"، موضحة أنه ليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ، ناصحة بالإخلاص في الدعاء والقيام، فإنها أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.
رمضان شهر غير عادي لأهل التجارة مع الله تعالى، وذلك لعلمهم بفضل الشهر وعظمة مكانته، فهو شهر جليل وعظيم ينبغي التعامل معه بخصوصية تامة، ففيه من الفضل ما هو معلوم وغير معلوم. رمضان أعظم هبة للمؤمن والمؤمنة، لكسب الحسنات بل ومضاعفتها، وفرصة جليلة لمحو الذنوب والخطايا وتكفير السيئات، وفرصة لتطهير القلب من كل بغضاء وسوء ليدخل على الملكوت العلي طاهراً نقياً، كما أنه فرصة للفوز بعبادة ليلة القدر. وأوضح الداعية الإسلامي الدكتور "عمرو خالد" فضل الله على عباده في هذا الشهر لا تساويه كنوز الدنيا بأسرها. لذلك، ينبغي على المسلم ألا يفرِّط في اغتنام العبادة في شهر رمضان، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها، عملاً بقول الله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" الآية [المطففين: 26]. وقد طالب المسلمين في بقاع الأرض باغتنام شهر رمضان المبارك بالعبادة والطاعة، موضحاً أن هذا الشهر هدية من الله يجب أن نحسن استقبالها جيداً. ما هو استعداد من يريد سُكنى الجنان مع خير الأنام في الشهر الفضيل؟ 1- التوبة والاستغفار. رمضان شهر العتق من النار أول ما ينبغي فعله هو توبة نصوح وندم شديد على ما مضى من الذنوب والأوزار.
* اللهم تقبل منا غنك أنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إنا نعوذ بك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، جل جلالك وعظم جاهك ولا إله لنا غيرك ولا رب لنا سواك. قد يعجبك أيضاً