، أو كما قال: فقد كنى عن كثرة الذنوب والمعاصي والران على القلب بالاتساخ، ولا شك أن اتساخ القلب بالذنوب والمعاصي أشد وأخطر من اتساخ الثياب. فإذا كان أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية محتاج لكثرة الاستغفار، فكيف بنا نحن؟. وإن قال ذلك من باب التواضع، وكسر النفس رحمه الله، فنحن أولى بذلك منه أيضاً. فالاستغفار الحق هو: استغفار اللسان المقرون باستغفار القلب، والمصحوب بالندم على ما مضى، والعزم على أن لا يعود إلى الذنب حتى يعود اللين إلى الضرب وهو الذي لا تبقى معه كبيرة أبداً بل يمحها ويذهب بها بالكلية، فالتوبة تَجُب ما قبلها. وعلى العكس والنقيض، فإن الإصرار والاستخفاف بالصغيرة تصيرها كبيرة. قال المناوي في فيض القدير في شرح أثر ابن عباس السابق: (لا كبيرة مع استغفار: أي طلب مغفرة الذنب من الله، والندم على ما فرط منه. هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب ويغفر الله به كل الخطايا ؟. والمراد أن التوبة الصحيحة تمحو أثر الخطيئة وإن كانت كبيرة حتى كأنها لم تكن فيلتحق بمن لم يرتكبها، والثوب المغسول كالذي لم يتوسخ أصلاً. قال الغزالي: فالتوبة بشروطها مقبولة ماحية لا محالة، قال: فمن توهم أن التوبة لا تصح ولا تُقبل كمن توهم أن الشمس تطلع والظلام لايزول. "ولا صغيرة مع إصرار"، فإنها بالمواظبة تعظم، فتصير كبيرة.
غير مسموح بنسخ أو سحب مقالات هذا الموقع نهائيًا فهو فقط حصري لموقع زيادة وإلا ستعرض نفسك للمسائلة القانونية وإتخاذ الإجراءات لحفظ حقوقنا.
أن ترد المظالم لأصحابها. أن تكثر من الاستغفار. أن تداوم على الفروض. أن تداوم على فعل الأعمال الصالحة. الإكثار من النوافل واستحضار النية الخالصة لله تعالى. للمزيد يمكنك قراءة: اتق الله حيثما كنت وعن ابن مسعود ابن عثيمين دعاء جميل
• الشّرك الأصغر: وهناك قولان في ذلك، القول الأوّل أنّه تحت المشيئة، ، وأمّا القول الثّاني فإنّه تحت الوعيد، وهو الذي مال إليه بعض أهل العلم والفقهاء.
اهـ. وعلى ذلك، فإن الكبائر لا بد لها من التوبة، ولا يكفي فيها مجرد الاستغفار دون التوبة منها. والله أعلم.