شرح حديث: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر)
أما الحديث بعده فيتعلق أيضاً بصلاة الجماعة، قال صلى الله عليه وسلم: (أثقل
الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو
حبواً). المنافق هو الذي يخالط المسلمين وليس بمسلم، أو مسلم وليس بمؤمن، قلبه يضمر
الكفر ويظهر الإيمان، أو هو مؤمن في الظاهر وليس بمؤمن في الباطن.
اثقل صلاة على المنافقين – المحيط
الشرح:
قال
المؤلف النووي رحمه الله، في كتابه رياض الصالحين باب فضل صلاة الفجر وصلاة
العشاء. يعني: في جماعة، ونص على هاتين الصلاتين لما فيهما من الأجر الكثير ففي
حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن الإنسان إذا صلى العشاء والفجر في جماعة
فكأنما صلى الليل كله، أي: فكأنه قام يصلي الليل كله، العشاء نصف الليل والفجر نصف
الليل وهذا فضل عظيم يعني: كأنك قائم الليل كله وأنت في فراشك إذا صليت الفجر في
جماعة والعشاء في جماعة.
وبيَّن أنه لا يفرح بها ولا يحرِص عليها إلا الخاشعون؛ حيث قال: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]، ومعنى كبيرة؛ أي: ثقيلة. ولَمَّا كانت العشاء والفجر في غير وضح النهار، وهم لا يصلون إلا رياءً، فلا يشاهدهم مَن يراؤونهم من الناس غالبًا، فلا باعث يستخفُّهم لها، ولذلك كله ثقُلَت عليهم... اثقل صلاة على المنافقين. ما يفيده الحديث:
– 1الحث البليغ على صلاة العشاء والفجر في الجماعة. – 2أنه لا يستثقل جماعةَ العشاء والفجر إلا المنافقون. يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.