(3) ---------------- الهوامش: (1) في المخطوطة: "مما نهيتكم عنه " ، وفي المطبوعة: " عما نهيتكم عنه " ، والصواب ما أثبت. (2) انظر تفسير: "الولي " فيما سلف 2: 489 ، 564 / 5: 424 / 6: 142 ، 313 ، 497. (3) انظر تفسير"النصير" فيما سلف 2: 489 ، 564 / 5: 581 / 6: 443 ، 449. ابن عاشور: وجملة { والله أعلم بأعدائكم} معترضة ، وهي تعريض؛ فإنّ إرادتهم الضلالة للمؤمنين عن عداوة وحسد.
فإذا اطلع الدائن على حال صاحبه فعليه أن يُنظره لقول الله تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) 4- وفي القصة صورتان من صور التوكل الصادق.. توكل الدائن على الله ورضي بالله شهيداً وكفيلاً.. وتوكل المدين على ربه لما دفع المال في البحر ، واتخذ ما يقدِر عليه من الأسباب: كالدعاء ونقر الخشبة ثم وضعِ المال في جوفها ، ثم إصلاحِ ثقبها.. وقد قال تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، فكل أمورك لله ، واتخذ ما تحت يدك من الأسباب ، ولا تُعلِّق بها قلبك ، والله ولي أمرك.. ومَنْ صَحَّ تَوَكُّله أفلح سعيه. 5- أنه ينبغي الحرص على إرجاع الحقوق.. وأريد منك أن تتأمل هذه القصة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم ورجل من أصحابه.. عن رجل من العرب: زَحَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَفِى رِجْلِى نَعْلٌ كَثِيفَةٌ ، فَوَطِئْتُ بِهَا عَلَى رِجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَنَفَحَنِى نَفْحَةً بِسَوْطٍ فِى يَدِهِ وَقَالَ:« بِسْمِ اللَّهِ أَوْجَعْتَنِى ». القران الكريم |وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا. قَالَ: فَبِتُّ لِنَفْسِى لاَئِماً أَقُولُ أَوْجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ:«وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ» [خرجه مسلم]. 02-11-2013, 10:53 PM # 10 تابع فوائد و وقفات مع القصة 6- من أحسن الظن بربه كان الله عند ظنه. إن هذه القصة تدل على عظيم لطف الله و حفظه و كفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض الأمر إليه و أثر التوكل على الله في قضاء الحاجات, فالذي يجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام, و في جميع الأحوال, و الله عز و جل عند ظن العبد به, فإن ظن به الخير كان الله له بكل خير أسرع, و إن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء. 7- فَضْل التَّوَكُّل عَلَى اللَّه وَ أَنَّ مَنْ صَحَّ تَوَكُّله تَكَفَّلَ اللَّه بِنَصْرِهِ وَ عَوْنه إذا بلغ العبد الغاية من الزهد ، أخرجه ذلك إلى التوكل فإذا اتكلت فكن بربك واثقاً لا ما تحصل عندك الموثوق قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 3. (... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِ هِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق:3) 8- فضل الأمانة وهي أول ما يُضَيَّع ، وقد بوب البخاري في صحيحه باب: رفعِ الأمانه ، وساق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا ».
[٦] [٧] [٨] [٩] كيفية تحقيق التوكل على الله أسهب العديد من علماء أهل السنة والجماعة في مؤلفاتهم وكتبهم في مسألة التوكل على الله وكيفية تحقيقها بُغية إرشاد المسلمين إلى كيفية صرف هذه العبادة كواحدةٍ من أنواع توحيد الربوبية لله تعالى ولمجانبة الوقوع في الشرك، ويتحقق ذلك كما قال ابن القيم -رحمه الله- عن طريق: [١٠] الإيمان المطلق بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،فأعمال العبد لا تصرف إلا لله ومنها التوكل ومن أسمائه سبحانه الوكيل. وجوب أخذ المسلم بالأسباب فلكل قدرٍ سببٌ مع عدم التعلُّق بالأسباب. الاعتقاد واليقين الراسخ بأن الله سبحانه هو وحده القادر على قضاء الحوائج وتحقيق الرغبات. توجه القلب الكامل لله تعالى والاعتماد عليه اعتمادًا مطلقًا دون السؤال عن الأسباب أو المبررات لأي أمرٍ كان أو سيكون. حسن الظن بالله من أعظم وأجلّ أشكال التوكل على الله، وعلى قدر حُسن الظن بالله يكنْ عطاء الله للعبد جاء في الحديث الصحيح:"لو أنَّكم تَوَكَّلُونَ علَى اللهِ تعالَى حَقَّ تَوَكُلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كمَا يَرْزُقُ الطيرَ ، تغدُو خِماصًا، وتروحُ بِطانًا" [١١] تفويض الأمر لله تعالى بالقلب واللسان والجوارح عن رضا وقناعة اختيارية لا إكراهًا ولا إجبارًا.