لمسلمٍ مِن حديث بريدة رضي الله عنه في العصر: ((والشمس بيضاء نقية)). ومن حديث أبي موسى رضي الله عنه: ((والشمس مرتفعة)). المفردات: (بريدة): هو أبو عبدالله، بريدة بن الحصيب الأسلمي، أسلم قبل بدر، وشهِد بيعة الرضوان، مات بمَرْو سنة اثنتين أو ثلاث وستين. (في العصر)؛ أي: في بيان وقتها. ((نقية))؛ أي: لم يدخلها شيء من الصفرة. (ومن حديث أبي موسى)؛ أي: ولمسلم أيضًا من حديث أبي موسى. وقتُ صَلاةِ العَصرِ - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. (أبو موسى): هو عبدالله بن قيس الأشعري، أسلم قديمًا بمكة، ورجع إلى أرضه اليمن، ثم عزم على الهجرة فركِب سفينة فأوصلَتْه إلى الحبشة، ومنها هاجر إلى المدينة مع مهاجري الحبشة، مات بمكة سنة خمسين رضي الله عنه. البحث: حديث أبي موسى رضي الله عنه رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وحديث بريدة رواه الجماعة إلا البخاري، وألفاظ الحديثين متقاربة. وفي لفظ الترمذي عن بريدة: ((فأقام العصر والشمس مرتفعةٌ بيضاء نقية)). ما يستفاد من ذلك: • أن وقت العصر في الاختيار ما لم تصفرَّ الشمس.
والفيء هو الظل بعد الزوال ينبسط شرقاً وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أن رسول الله ﷺ كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية، فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة". ولا يجوز تأخير صلاة العصر إلى غروب الشمس إلا للضرورة فعن أبي هريرة رضي الله أن النبي ﷺ قال: "من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس، فقد أدرك العصر" (رواه البخاري). سُنَّة العصر ليس للعصر صلاة سُنة مؤكدة لا قبلية ولا بعدية، لكن من السنة المستحبة أداء أربع ركعات قبلها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: "رَحِمَ اللَّهُ إمْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعاً". وحينما سُئِل علي بن أبي طالب رضي الله عن تَطَوُّع النبي ﷺ ذكر مِمَّا جاء في تطوعه في صلاة العصر بقوله: ".. وقت صلاة العصر بريده الطقس. ثم يُصلي قبل العصر أربع ركعات يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين" (البيهقي). فضل صلاة العصر وإثم تاركها جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "من صَلَّى البَرْدين دخل الجنة" والبردين هما الفجر والعصر وعن عمارة بن رويبة أن النبي ﷺ قال: "لن يَلِجَ النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها".
بعد التكبير يقرأ المصلي دعاء الاستفتاح ثم سورة الفاتحة ثم قراءة ما تيسر من القرآن الكريم سِراً. يُكبر المُصلي تكبيرة الركوع ثم ينحني بملامسة اليدين للركبتين حتى يطمئن ظهره مع قول "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرَّات (سِراً) خلال الركوع. يقوم المُصلي من ركوعه قائلاً: "سَمِعَ الله لمن حمده" (جهراً) والرد بقول: "رَبَّنَا لك الحمد". ثّم تكبيرة السجود ثم السجود على الأعضاء السبعة مع قول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرَّات (سراً). الرفع من السجدة الأولى مع الجلوس والظهر مستقيم وقول: "رب إغفر لي" (سراً). وقت صلاة العصر بريده ستي. التكبير والسجود مجدداً مع قول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرَّات (سراً). القيام من الركعة الأولى مكبراً وبذلك تنتهي الركعة الأولى وتبدأ الركعة الثانية. إتباع نفس خطوات الركعة الأولى لكن عند انتهاء السجدة الثانية من الركعة الثانية، يجلس المصلي للتشهد الأول. يقرأ المصلي نَصَّ التشهد سراً وصيغته: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". بعد الإنتهاء من التشهد الأول يقوم المصلي مكبراً لصلاة الركعة الثالثة والرابعة ويقرأ فيهما الفاتحة فقط سراً ثم يركع ويسجد كما فعل في أول ركعتين.
((المغني)) (1/273-274). الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن أَدْركَ من الصُّبحِ ركعةً قبل أن تَطلُعَ الشمسُ، فقدْ أدْرَكَ الصُّبحَ، ومَن أَدركَ ركعةً مِن العصرِ قَبلَ أن تَغرُبَ الشمسُ، فقدْ أدْرَكَ العصرَ)) [1102] رواه البخاري (579)، ومسلم (608). ثانيًا: من الإجماعِ نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ تيميَّة قال ابنُ تيميَّة: (ثبَت بالنصِّ والإجماع أنَّ العصر تُصلَّى وقتَ الغروب قبل سقوط القُرص كلِّه). وقت صلاة العصر بريده بالانجليزي. ((مجموع الفتاوى)) (23/212). انظر أيضا: الفَرعُ الأوَّل: وقتُ صلاةِ الفَجرِ. الفرعُ الثَّاني: وقتُ صلاةِ الظُّهرِ. الفرعُ الرَّابع: وقتُ صلاةِ المغربِ. الفرعُ الخامسُ: وقتُ صَلاةِ العِشاءِ.
، واختيارُ ابنِ حزمٍ [1085] قال ابنُ حزمٍ: «ثم يتمادَى وقتها «الظهر» إلى أن يكون ظلُّ كل شيء مثلَه؛ لا يُعدُّ في ذلك الظلِّ الذي كان له في أوَّل زوال الشمس؛ ولكن ما زاد على ذلك، فإذا كبَّر الإنسان لصلاة الظهر حين ذلك - فما قبله - فقد أدرك صلاةَ الظهر بلا ضرورة، فإذا زاد الظل المذكور على ما ذكَرْنا بما قلَّ أو كثُر فقد بطَل وقتُ الدخول في صلاة الظهر؛ إلَّا للمسافر المجِدِّ فقط؛ ودخل أولُ وقت العصر؛ فمن دخل في صلاة العصر قبل ذلك لم تُجزِه إلَّا يوم عرفةَ بعرفةَ فقط). صلاة العصر. ((المحلى)) (2/197). الأدلة من السُّنَّة: 1- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُصلِّي العصرَ والشَّمسُ مرتفعةٌ حيَّة، فيذهب الذاهبُ إلى العوالي والشمسُ مرتفعةٌ)) [1086] رواه البخاري (550)، ومسلم (621). وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّه لا يُمكِن أنْ يذهبَ بعدَ صلاةِ العصرِ مِيلينِ وثلاثةً والشمسُ بعدُ لم تتغيَّرْ بصُفرةٍ ونحوِها إلَّا إذا صلَّى العصرَ حين صارَ ظلُّ الشيءِ مِثلَه، ولا يَكاد يَحصُل ُهذا إلَّا في الأيَّامِ الطويلةِ ((شرح النووي على مسلم)) (5/122). 2- حديث جابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: ((أنَّ جبريلَ جاءَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى إذا كان فَيءُ الرجلِ مثلَه، جاءَه للعصرِ فقال: قُمْ يا محمَّد، فصلِّ العصرَ)) أخرجه النسائي (526)، والدارقطني (1009)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (1719) قال ابنُ تيميَّة في ((شرح العمدة)) (149): مستفيض.
وقال ابنُ الملقِّن في ((البدر المنير)) (3/164): إسنادُه كلُّ رجالِه ثقاتٌ. وصحَّحه الألباني في ((صحيح النسائي)) (525). وقال الوادعي في ((الصحيح المسند)) (215): حسن، ومن حديث وهب بن كيسان عن جابر به، وسندُه صحيح، وهو بسند الإمام أحمد على شرط الشيخين. 3- حديثُ أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، في صلاةِ جبريل، وفيه: ((ثمَّ صلَّى العصرَ حِينَ رأى الظلَّ مِثلَه)) أخرجه النسائي (502)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (8/85). قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (8/85): مسندٌ ثابتٌ صحيح. وقال ابن الملقِّن في ((البدر المنير)) (3/158): رجال إسنادِه أخرج لهم مسلمٌ في صحيحه. وحسَّنه الألباني في ((صحيح النسائي)) (501)، والوادعيُّ في ((الصحيح المسند)) (1325). المَسألةُ الثَّانية: وقتُ صلاةِ العَصرِ المُختارُ يمتدُّ وقتُ صلاةِ العصرِ المختارُ إلى أنْ تَصفرَّ الشمسُ قال الحطاب: (قال في المنتقى: وصُفرتها إنما تُعتبر في الأرض والجُدر لا في عين الشمس، حكاه ابن نافع في المبسوط عن مالك.... حديث وقت صلاة العصر. وقال في الجواهر: وقت الاختيار ما دامت الشمس بيضاءَ نقيَّة لم تصفرَّ على الجدارات والأراضي). ((مواهب الجليل)) (2/19). ، وهذا مذهبُ المالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/19، 20)، وينظر: ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (1/444).