غير أن التسامح يعد من الأمور الهامة للغاية، حيث يترك في نفوس الآخرين مشاعر طيبة وأثر جميل، وتحديدًا في نفس الشخص المخطيء، ما يدفع المرء لمراجعة تصرفاته مرة أخرى، واحترام الآخرين وتجنب إرتكاب الأخطاء في حق الآخرين. موضوع تعبير عن التسامح. ويساهم التسامح في إصلاح النفوس البشرية وتآلف القلوب وانتشار المحبة والألفة بين أفراد المجتمع الواحد، بالإضافة إلى انحسار المشاكل بشكل عام بين الأفراد، فقد كان النبي محمد -صلوات الله عليه- خير قدوة للصحابة وأهل البيت في التسامح، حيث أطلق صراح أهل قريش عند فتح مكة فقال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" على الرغم من الآذى الذي آذوه به. ويضمن انتشار التسامح بين الأفراد، إلى احترام الحريات السياسية بين أفراد المجتمع الواحد، وكذلك ينتج عنه احترام الآراء والأفكار الخاصة بكافة أفراد المجتمع، ويضمن أيضًا الاحترام العرقي للأفراد واحترام الآخرين لبعضهم البعض من حيث تقبل الشكل واللون والحجم. يمكن استغلال هذه الأقوال وإدراجها أسفل عناصر موضوع التعبير الذي يتناول الحديث عن التسامح بين أفراد المجتمع، ومنها: إبراهيم الفقي: إمّا أن تسامح تمامًا أو لا تسامح على الإطلاق. أحمد الشقيري: قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أيّ كلام.
[٢] والتَّسامح يسعى إلى تحقيق التواؤم والتَّوادِّ والتَّعاطف والإحسانِ بين النَّاس جميعاً دون حصرٍ لهذه القيم لأفراده أو أتباعه فقط، وبذلكَ فقد تميَّزَ الإسلامُ بقيمة التَّسامح حتَّى جعلها سِمته البارزة، ونظَّم هذه القيمة بما يتوافقُ مع معناها الإنسانيِّ الشموليِّ، فقضى بضمانِ الحقوقِ أوّلاً، ثمَّ عمَّم العدلَ، ودعا إلى التَّراحم والتَّنازل عن الحقوقِ، والعفو عند القدرة، والعَدلِ بما يملك كلُّ فردٍ من قدرته وسلطته. [٢] مفهوم التسامح في الحضارات يتعلَّقُ مفهوم التَّسامح عند الغرب برُكنَين مترابطين، هما الحقوق والواجبات؛ إذ يتعيَّن على الإنسان أن يعرف حقوقه ومبرِّرات الحصول عليها من جهة، ويفهم واجباته ودوافعه تجاه تحقيقها من جهة أخرى، ويشيرُ تعريف التَّسامح بناءً على هذه المرتكزات إلى تدشين المعاملات بما يتناسب مع الاختلافات؛ فالتَّسامح هو نوعٌ من القدرات التي تُحتِّم على الإنسان العيش مع المتغيِّرات، والتصرُّف السويّ مع كافَّة الاختلافات والتداخلات. [٢] وعلى الرّغم من كونِ تلك القيمة وذلك الخُلُقِ مَنزوعاً من نفوسِ الأفرادِ بالترغُّب لما يتطلَّب من بَذلٍ غير أنَّهم يحافظون عليهِ؛ امتثالاً لحاجتهم إلى التَّعامل بالمثل والشُّعورِ بالعدل؛ إذ يتضمَّن التَّسامح في مجتمعات الغرب السَّماح لأمرٍ ما أن يحدُث أو يُفعَل على الرُّغم من كراهيَّته كنوعٍ من التعامل مع الاختلافات، ذلك تماماً ما تُمثِّله سلطةُ الدَّولة تجاه التَّدخين والخمور وغيرها من المسموحات التي كان الأصل فيها المنع.
[٢] مفهوم التسامح في الإسلام يحملُ المفهومُ الإسلاميُّ للتَّسامح قيمةً مخصوصة ومرغوبةً؛ إذ لا يتركَّن التَّسامح في مفهومه الإسلامي إلى مبادئ الحقوق والواجبات، ولا يكون في الشرائع والحدود والمحرَّمات، ولا يطالُ القوانين والقضاءَ، بل إنَّه يخصُّ العلاقات النَّاظمة لتوادِّ النَّاس ومعاملاتهم وحسنِ معاشرتهم؛ بتركِ ما لا يجبُ تفضُّلاً وتنزُّهاً بكرمٍ يُظهره القويُّ صاحب السُّلطةِ، والحقّ على الضَّعيفِ المُتكفِّلِ بأداءِ الحقِّ والمُلزَمِ فيه مع قدرةِ الأوَّل على تحصيلِ حقِّه، ثمّ يتركهُ صفحًا وعفوًا. [٣] وتتجلَّى قيمةُ التَّسامح في الإسلامِ من خلالِ تعميمِ النَّظرة الأخلاقيَّة والإنسانيَّةِ إلى ركائزَ مختلفةٍ وأخلاقٍ شتَّى تُحقّق مجتمعةً المساواة والعدل، وتُرسِّخُ مبادئ الاعترافِ بالآخرِ واحترامِ المناهج والأفكارِ والمعتقداتِ والاختلافات مهما تنوَّعت وتعدَّد أتباعها، وتجمعُ ذلك كلَّه إنسانيَّةُ البشرِ وتكافلهم، ليُرسِّخ الإسلام من خلال التَّسامحِ مبادئ الإخاء الإنسانيِّ، ويُنظِّم تعاملات النَّاسِ وتعايشهم بما يتناسبُ مع تنوِّعِ دياناتهم وأعراقهم وانتماءاتهم وألوانهم. [٣] مفهوم التسامح في الفلسفة وأكَّدت الفلسلفة الإسلاميَّة على سُلطةِ كلِّ تلك المفاهيم وارتباطها بالتَّسامح كقيمة في العديدِ من المقدِّمات التي أبرزها فلاسفة الإسلامِ ومنطلقاتهم التي شرحوا التَّسامح من خلالها، فالتَّسامح ضمانُ التقدُّمِ وأساسُ بنائه، ولا يمكن لرجل واحدٍ أن يحيط بالحقيقة، بل إنَّ الحقيقةَ قد تتعدَّى الجميع فلا يحيط بها أحد، كما أنَّ الجميع مُعرَّضون للخطأ، والوصول إلى الحقيقة يستدعي المُشاركة من الجميع مهما اختلفوا وتنوَّعوا.
يعتبر التسامح العرقي من أهم الأنواع، فإذا انتشر تحل العديد من الأزمات في العالم. ويقصد بالتسامح العرقي البعد عن النظرة بشكل به عنصرية تجاه الطرف الآخر، سواء لانتمائه لبلد آخر. أو عرق آخر، أو اللون الخاص ببشرته يعد مختلفا. فالإنسان لا يختار أصله ولا عرقه ولا لون بشرته، والإساءة في مثل هذه الأشياء تكون مؤذية جدا. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل مثال لهذا التسامح، وبرغم أنه نبي الله تعالى الذي جاء لكي يقوم بنشر الإسلام، لكنه لم يجبر أحداً على الدخول في الدين الإسلامي. كما سمح لليهود أن يبقوا على دينهم، وأن يمارسوا الطقوس الخاصة بعبادتهم. ومن يرغب في الدخول إلى الدين الإسلامي احترم رغبته، ومن لم يرغب احترمه أيضاً. وكذلك يجب أن تكون جميع المجتمعات، طالما أن كل إنسان يدرك حقوقه وواجباته. أنا عن التسامح السياسي فهو يأتي تحت الشعارات الخاصة بالديمقراطية التي تؤيدها جميع بلدان العالم، وهي تعني السماح للأفراد بأن يعبروا عن آرائهم الخاصة بالسياسة. موضوع تعبير بالانجليزي عن التسامح | المرسال. وذلك يتم دون قلق أو خوف من احتمالية التعرض لأي أذى من الطرف الآخر غير المؤيد لهم، فالاختلاف يجب ألا يجلب خلاف. أما عن التسامح الثقافي يعني أنه احترام آراء الآخرين، فدائماً ما يعاني الناس في جميع المجتمعات مما يسمى التعصب للرأي.
ولقد وصانا الرسول الكريم بالتسامح، وذكره في أكثر من موضع في الأحاديث النبوية، والرسول كان متسامحًا، لذلك يجب على كل المسلمين أن يتبعوه ويثاب المسلم على أتباعه.