الفرق بين الزهد والورع: يخلط بعض الناس بين مفهومي الزهد والورع ومن أفضل ما قيل في الفرق بينهما ما قاله ابن القيم -رحمه الله- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها. حقيقة الزهد: وحقيقة الزهد هي خلو القلب من التعلق بما لا ينفع في الآخرة وهو على مراتب: الأولى: ترك الحرام والشبهة. الثانية: ترك الفضول من الحلال. الثالثة: ترك ما يشغل عن الله تعالى. ما معنى الزهد - مجلة أوراق. هكذا قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- وحقيقة الورع توقي الحرام والشبهة وما يضر أقصى ما يمكن. وعلى هذا، فالورع داخل في الزهد وهو جزء منه. ولذا قال بعض العلماء: الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضا. وسائل تحقيق الزهد: وهنك عدة وسائل يمكن أن تعينك على تحقيق الزهد بمعناه الصحيح ومن هذه الوسائل ما يلي: -دوام التفكر في أسماء الرب تعالى وصفاته، فإنه باب من فتح له وولج منه أشرقت على قلبه أنوار المسرات، يقول ابن القيم: وَهَذِهِ الْعَزَائِمُ لَا تَصِحُّ إِلَّا لِمَنْ أَشْرَقَ عَلَى قَلْبِهِ أَنْوَارُ آثَارِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَتَجَلَّتْ عَلَيْهِ مَعَانِيهَا، وَكَافَحَ قَلْبَهُ حَقِيقَةُ الْيَقِينِ بِهَا.
الزهد الجامع: وهو يعنى أن تجمع بين الثلاثة أنواع السابقة من الزهد معاً في آن واحد بأن تكون زاهداً في الحرام وأن تتقي الشبهات وأن تكون زاهداً أيضاً في الناس. الزهد.. تعرف على معناه وكيف تحققه والفرق بينه وبين الورع. من هم أكثر الناس زهداً على مر العصور كان صحابة رسول الله صلَّ الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين هم أكثر الناس زهداً في الحياة، ولذلك فلقد كانوا أعظم القرون وهذا بشهادة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، ويتجلى هذا صريحاً عندما تبحر في القراءة عن سيرة رسول الله وصحابته، فقد كانت الجنة هي المبتغى الأول لدى صحابة رسول الله وكانت الدنيا لا تعنيهم؛ بل إن بعضهم كان يظل لعدة أيام بدون طعام دون أن يتذمر أو يسخط، وكانوا يتسابقون في الخروج إلى ساحات الجهاد والقتال لنصرة الدين وكانت الشهادة في سبيل الله أمنية كل صحابي. كيف تصبح إنسان زاهد في الحياة؟ إن الزهد صفة رائعة يتمنى كل شخص أن يتحلى بها فعلياً وليس ظاهرياً فقط، وفيما يلي بعد أن قمنا بالإشارة إلى تعريف الزهد سوف نتعرف معاً على مظاهر وجوانب الزهد في الحياة. يجب أن لا تنظر إلى ما يتمتع به غيرك بل تكون زاهداً فيما يملك الناس، وأن يخلو قلبك مما خلت منه يدك، وأن تكون كذلك ذو قناعة ورضا بما كتبه المولى جل وعلا لك، حيث أن الأمور الدنيوية تكون صغيرة في نظر المسلم الزاهد فيرى أنها ليست ذات قيمة بالمقارنة مع ما كتبه الله له في الآخرة.
والزُّهد في الاصطلاح: يكون بمعنى قصر الأمل في الدُّنيا واستصغارها وفراغ القلب منها والنَّظر إليها بعين الزَّوال ناظراً إلى ما هو خيرٌ منها.
الثانية: أن يطمع في الآخرة وتكون هي أكبر همه ويترك الدنيا مستصغراً إياها ومحتقراً لها. الثالثة: أن تصبح الدنيا آخر همه ولا تأخذ من حيز أهتمامه شيء ويكون أمله كله هو الآخرة والجنة فقط فهو متيقن أن الدنيا زائلة بما عليها. ثمار الزهد يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات)، فهو يجعل المرء عالماً أن الدنيا فانية غير دائمة فلا داعي لحزنه وهمه. يعلم الإنسان الحكمة في تدبر قوله وفعله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا أبا ذر إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه فإنه يلقى الحكمة). تتنزل رحمات الله على عباده الزاهدين، عن الإمام على رضى الله عنه قال (ازهد في الدنيا تنزل عليك الرحمة). ينير بصيرة المؤمن ويجعله مدركاً لعيوب الدنيا، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ازهد في الدنيا يبصرك الله عيوبها). فيما توجد العديد من الأسماء التي تبدأ بحرف الزين والتي من بينها زينب ، زينه. والإسلام لا يمنع العباد عن الدنيا ومتاعها بل يمنعهم عن ما حرم الله، ولا يأمرهم بترك الدنيا و الانشغال المطلق بالآخرة بل يجمع بين خيري الآخرة والدنيا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سِرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).