(( سبحان الله العظيم)) يعني: ذي العظمة والجلال فلا شيء أعظم من الله سلطاناً ولا أعظم قدراً ولا أعظم حكمة ولا أعظم علماً فهو عظيم بذاته وعظيم بصفاته جل وعلا, سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم. تنبغي للإنسان أن يكثر منهما وأن يداوم على قولهما لأنهما ثقيلتان في الميزان وحبيبتان إلى الرحمن, خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. [1] هناك حديثان آخران عن أبي هريرة رضي الله عنه, اخترنا الأول للشرح وهو المذكور أعلاه.................................. المصدر: شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين. لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله المجلد الخامس – كتاب الأذكار – باب فضل الذكر والحث عليه – ص 485 – 487.
[١٢] قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ). [١٣] وقد عد أهل العلم هذا الحديث من أفضل الأحاديث في بيان فضل الذكر، [١٤] وقد جمع هذا الذكر بين فضائل عديدة؛ منها: سهولته وعدم المشقة فيه، وعظيم فضله في غفرانه الذنوب، وكثر ما يغفر بسببه من الذنوب. [١٥] والذنوب التي تغفر فقط هي الصغائر، [١٦] أما الكبائر فلا تغفر إلا إذا سبقها توبة من العبد، [١٧] ويقصد بزبد البحر رغوته، التي تظهر على وجهه نتيجة حركة موجه، [١٨] فمن قال سبحان الله وبحمد في يوم مئة مرة غفر له ذنوبه من الصغائر، ولو كانت كثيرة مثل كثرة رغوة البحر. قال -صلى الله عليه وسلم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ). [١٩] ويظهر فضل هذا الذكر بأن أجره من أثقل الأجور يوم القيامة، وأنه من الأذكار التي يحبها الله -تعالى-، أو أن الله -تعالى- يحب من حافظ عليهما. [٢٠] وهو في نفسه ذكر خفيف لا يحتاج إلى مشقة أو كلفة في القيام به، ويظهر أن سبب ثقل هذه الكلمات في الميزان ليس بسبب كثرة حروفها؛ بل بسبب عظيم المعنى الذي تحويه هذه الكلمات، [٢١] كما أن هذا الذكر جمع أمهات التسبيح فيه، من تسبيح لله مع الحمد مع التعظيم؛ لذا استحق هذا الأجر والثواب عليه.
تفسير الصحابة والأئمة لمعني سبحان الله أخبرنا الإمام الطيراني: أن "سبحان الله" فيها تنزيه لله عن كل نقص أو عيب. أما ابن عباس رضي الله عنه قال أن كلمة سبحان الله هي كلمة ارتضاها الله الخالق لنفسه سبحانه، وأمر بها الملائكة. وأشار عبد الله بن بريده أن رجلاً كان قد سأل سيدنا علي ما معني سبحان الله، فأجابه رضي الله عنه؟ هي إجلال وتقديس وتعظيم لله الواحد القهار. فضل سبحان الله إن زيادة التقرب من الله يزيد إحساس العبد بالراحة وسعة الرزق والاستقرار النفسي، ولا يوجد أفضل ولا أحلي من التقرب لله باسم اختاره الله لنفسه بنفسه فالتقرب بالتسبيح لله يجعل العبد في معيه خالقه، لا يهاب شيء إلا الله عز وجل.
ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده مثله.