يمن دايز | 1365 قراءة |2022/04/22 00:49 AM
الهواء ساخنٌ وثقيلٌ والوحلُ في المكانِ وتجلسُ السيّدةُ في دكّانِها مُجلّلةً بضوءِ النيون بينَ ثمانيةِ أفرادٍ غير مرئيينَ من عائلتها. لم يبقَ شيءٌ من الأنينِ الآن، تُذكّرُني أنتَ بهذا. كلّ شيءٍ ثابتٌ في المكان. كلّ شيءٍ جامدٌ في الصور. صليبٌ باردٌ على الجدارِ رجلٌ يابسٌ على الخشبِ صديقان تائهانِ في الساعات المظلمة. لم يبقَ شيءٌ من الأنين الآن. تذكّرني أنتَ بهذا. نعبرُ كالمعتادِ كذئبين مستوحشين، ونصغي إلى صوتٍ ضئيلٍ يرفعُهُ الرمادُ نحو شاشةِ ظلالٍ تغلّفُ الأبنية. في عيني اليمنى من الورد بستان كلمات. مستشفى تلمعُ الأسِرّة المتقاعدةُ في باحةٍ قاحلةٍ قرب المستشفى. شراراتٌ صغيرةٌ تسطعُ تحتَ الشمس. البِنَاءُ الشاحبُ يحجُبُنا بظلاله الثقيلة. نرى الحديدَ يومضُ من بعيدٍ كالتحامِ فرسانٍ مُدجّجين. هياكلُ أسِرّةٍ تتراكمُ في باحةٍ كبرى، ويبلغُ أزيزُها الواقفينَ على الشرفاتِ في الأبنية المحيطة. معدنٌ يصطكُّ في مسامعنا كأسنانِ آلةٍ هرمة، كتلقيمِ أسلحةٍ في زقاقٍ بمعركة بين عائلتين، أو بين فصيلين مُقاومين. وتتراءى في وسطيّة الطريقِ نخلةُ نُثارٍ صاعدةٌ بلا سَعَفٍ بين شجرٍ معدنيٍّ وثمرِهِ الصدِئ. برجُ ملحٍ يرتفعُ في الليلِ بين أطياف راحلين؛ غابةُ توت بائدةٌ وأرتالُ صبّارٍ بائدٍ وآثارُ عابرينَ بين صنوبرٍ بائدٍ وترابٍ مجبولٍ بالحصى وبقايا الرصاصِ وشظايا القنابل.
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة الوئام وقد قام فريق التحرير في صحافة نت الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. مصدر الخبر: صحيفة الوئام الأخبار المحلية السعودية قبل 4 ساعة و 10 دقيقة 26 اخبار عربية اليوم
وبهذه الطريقة يعبر الشاعر عن حالة نفسية في وضع اجتماعي وسياسي غير طبيعي. وفي صورة شبيهة بالسابقة، يقول محمد القذافي مسعود: «مشيتُ متعرجاً أرمي الظل بحجر فيرتد رصاصاً وعراجين تنزف». هكذا تصور هذه الصورة معاناة الذات في واقع مضطرب، فها هو الحجر يرتد رصاصا وعراجين تنزف دما. الأولوية للمرضى ..هيئة الطيران المدني اليمني: تشغيل أول رحلة تجارية بمطار صنعاء الأحد المقبل .. صحافة عربية. وهكذا تستحضر الصورة دلالات الموت، وتكتنز في عوالمها التخييلية هذا التجاذب بين محبة الحياة والرغبة في مغالبة الموت، أو مواجهته. وعلى هذه الشاكلة يبني الشاعر جمالية نصوصه جاعلا من بلاغة التكثيف أفقا لصنع دلالات نصوصه وأبعادها التخييلية، مشكلا عوالمه الشعرية الخاصة، موظفا صورا مفردة أو مركبة تحمل رؤيته الشعرية إلى قارئه في ألفاظ قليلة، لكنها تختزن رؤى وأبعاد دلالية متعددة يستشفها المتلقي من تأمله في النصوص وتفاعله مع منطوقها وما تخفيه من ظلال معان ثاوية بين تضاعيفها. كاتب من المغرب