ولما لم يلتزم الرجل بالسعر أخرجه عمر من السوق (ابن شيبا، 1996، ج 1، ص 397-398). كما سعى عمر إلى مساعدة المُعسر أو المدين من "الغارمين"، حيث كتب إلى أحد عماله عن مجموعة من "الغارمين" الذين عليهم ديون مستحقة لبيت المال. حيث يبدو أنه أمره بتأجيل سداد ثلث ديونهم، وإعفائهم من الثلث الآخر، وأمر العامل بدفع ثلث ما تبقى من بيت المال (ابن أبي شيبا، 2006، ج 11، ص 684). الموت والإرث في عام 23 هـ (644 م)، عندما كان عمر- رضي الله عنه- يؤم الناس في المسجد أثناء صلاة الصبح، فإنه تعرض للطعن مرارًا وتكرارًا من قبل عبد فارسي يدعى أبو لؤلؤة المجوسي. يقول البعض أن العبد كان لديه بعض الحقد الشخصي ضد الخليفة، بينما يزعم المؤرخون البارزون الآخرون. اقوال عمر بن الخطاب عن الاخلاق والفضائل. كما أنه كان عمل انتقامي للهزيمة الفارسية في معركة نهاوند أصيب الرجل بالخزي بسبب فقدانه له. كان عمر- رضي الله عنه- شخصًا عمليًا وأدرك أن جروحه كانت قاتلة عندما نُقل إلى منزله. ولدى سؤاله عن مهاجمه، أعرب عن ارتياحه لعلمه أنه لم يقتل على يد أحد من إخوانه المسلمين. ثم قام بتعيين لجنة من ستة أعضاء، تتألف من رجال قادرين لانتخاب خليفة جديد. أعلن عمر- رضي الله عنه- صدقه في الأمر وقال إنه لم يختر ابنه أو أحد أقاربه، كما أنه بعد وفاته- رضي الله عنه-، تم اختيار عثمان خليفة للمسلمين من بعده.
أقوال الفاروق عمر رضي الله عنه ، سمى بأسم "أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي" ثم أطلق عليه فيما بعد لقب "الفاروق"، حيث كان الفاروق عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه) ثاني الخلفاء الراشدين، كما كان الفاروق من أصحاب رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث بشره الرسول ( صلى الله عليه وسلم). ولد الفاروق عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه) بعد عام الفيل، حيث كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يكبره بثلاث عشرة عاماً، حيث كان قبل دخوله الإسلام من أسياد قريش وكان متميز عن معظمهم، حيث كان يعرف القراءة وفى ذلك الزمن كان القليل فقط ممن يتعلمون القراءة. كان عمر بن الخطاب تعلّم أنواعاً من الرّياضة؛ كالمُصارعة، ورُكوب الخيل، وتعلّم كذلك الشِعر والأنساب، وكان يهتمُّ بِحضورِ الأسواق؛ مما أكسبهُ الخبرة في التِّجارة، معرفة تاريخ العرب والقبائل، فعمِل بالتِّجارة، ورَحل إلى الشام واليمن، ممَّا أكسبهُ مكانةً في قومِه ،وكان زاهداً؛ وظهر زُهدهُ بتفكّره في الدُنيا، وأنّها دارُ ابتلاءٍ واختبار، وأنَّها طريقٌ للآخرة، ويقينه أنّ الإنسانَ فيها غريب وكعابرِ سبيل، وأنّها فانية ولا بقاءَ فيها لأحد، وأنّ الآخرة هي الباقية، على الرغمِ من بسط الدُّنيا بين يديه، وفُتحت البلاد في عهده، كما اتّصف أيضاً بالورع، والتواضع، والحِلم.
في زمن العولمة والرأسمالية المتغلبة أصبح كل شيء عرضة للبيع والشراء والتسليع، يستطيع الواحد أن يدخل المتاجر الكبرى فيشتري منها كل شيء وأي شيء مادام يمتلك ثمنها، ولكن شيئاً واحداً لا يمكن شراؤه بكنوز الدنيا؛ لأن ثمنه لا يُمتلك في حافظة أو خزانة أو حساب بنكي؛ فالثمن يدفعه المرء بعمره من أيام وشهور وسنين، هذا الأمر هو "الخبرة" التي يكتسبها المرء خلال حياته من احتكاكه مع الآخرين وتعامله مع الناس ومكابدة أفراحهم وأتراحهم ومعايشة تقلب أحوالهم. الخبرة التي تعلم المرء من معاركته للحياة، وتجارب السنين والأيام، كيفية التعامل مع الناس المختلفة طباعهم والمتباينة أفكارهم. فوائد من كتاب جامع المسائل لابن تيمية 2 - موقع مقالات إسلام ويب. الخبرة التي كلما ازدادت ونضجت نضج معها فكر المرء ونضجت رؤيته وتقييمه للأمور، وزادت دقة ميزانه في التعامل مع الناس، واستطاع ببصيرة السنين وخبرتها التمييز بين الصادق والكاذب، والأصلي والزائف، والمعذور والمدعي، وكلما تقدم به العمر زاد إعذاره للناس وزاد تفهمهم لأعذارهم، وكل ذلك يقودنا لأهمية فن إنساني من أهم فنون الحياة إلا وهو فن إعذار الآخرين. إذا طوفت ببصرك في كثير من الخلافات المجتمعية تجد سوء الظن وعدم إعذار الآخرين السبب الرئيسي لهذه الخلافات، ولو استعمل الناس فيما بينهم فن الإعذار وربوا أبناءهم عليه، وعودهم منذ الصغر على التفاعل مع الآخرين داخل المجتمع الواحد من منطلق نقص الإنسان وضعفه وكثرة خطئه؛ لانحلت معظم خلافات المجتمع ولتحول هذا المجتمع إلى مجتمع رباني تسوده المحبة والألفة والإخاء بين أفراده.