خلال استقباله لرئيس بلدية الدرعية الأمير سلطان بن سلمان يؤكد على تطوير الدرعية * الرياض - عبيد العتيبي: استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة يوم أمس في مكتبه بمقر الأمانة العامة للهيئة، الدكتور مساعد المسيند رئيس بلدية محافظة الدرعية. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على دعم الهيئة العليا للسياحة لكافة خطط تطوير محافظة الدرعية وقال: ان الهيئة عضو فاعل في اللجنة التنفيذية لتطوير محافظة الدرعية التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وتتعاون مع سمو محافظ الدرعية في عدد من البرامج التي تهدف الى الاهتمام بآثار الدرعية وأسوارها وأسوار مزارع وادي حنيفة، كما تشارك مع الهيئة العليا لتطوير الرياض في مشروع تطوير وادي حنيفة. وحضر الاجتماع الدكتور علي غبان المشرف على برنامج الثقافة والتراث بالهيئة. تجدر الإشارة الى ان محافظة الدرعية تحتوي على العديد من المواقع التاريخية المهمة والمزارع والأحياء القديمة، وقد سبق ان شكلت الدولة لجنة عليا لتطوير المحافظة برئاسة سمو أمير منطقة الرياض.
فيصل بن معمر المهندس العسكر رئيس بلدية العيينة والجبيلة م. السلمي رئيس بلدية الدرعية م. خالد الزيد وأضاف: أن لدينا متنزها آخر وهو "متنزه العين" ويضم طرق مشاة ومسرحا وقاعة احتفالات، وجسر مشاة، وحرصنا أن تكون جميع إنشاءاته من طبيعة المنطقة ومستوحاة من بيئتها. وقال السلمي: إننا تسعى لتقديم كل ما هو مميز لتحسين وجه العيينة والجبيلة والمراكز التابعة من خلال عمليات التشجير وتجميل الشوارع والميادين في مراحل متلاحقة، مبيناً أن هذا المشروع يأتي استكمالا لعمليات التجميل في المنطقة بتجميل وتحسين الميادين بإضفاء بعض المجسمات والمسطحات الخضراء لعدد من هذه الميادين. رئيس بلدية حريملاء م. خالد الزيد من جهتهما أعرب كل من رئيس بلدية حريملاء م. خالد الزيد، ورئيس بلدية الدرعية م. عادل السالم عن إعجابهما بما شاهداه من منجزات قامت بها بلدية العيينة، وأشادا بالحملة البيئية "فينا خير" داعين الزائرين للمتنزهات المحافظة عليها لأنها منهم وإليهم وأن يتركوا أماكن تنزههم كما كانت والالتزام بالنظافة لهذه الأماكن لتبقى دائما جميلة. وخلال الحفل قام رئيس البلدية م. السلمي بتقديم هدية تذكارية لسمو الأمير كما قام الأمير أحمد بزيارة لكافة أرجاء المبنى بعدها انتقل لمتنزه الحيسية وافتتح الحملة البيئية "فينا خير" وتناول طعام الغداء هناك.
انطلاقا من اهتمام القيادة بالمعالم التاريخية، والحرص على تطويرها عبر مشروعات وطنية رائدة، تتحقق اليوم أبرز إنجازات تطوير الدرعية، بتدشين مشروع تطوير حي الطريف المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وقد أولى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عضو اللجنة العليا لتطوير الدرعية، أهمية خاصة بالحفاظ على الدرعية التاريخية، ورفع مقترحا لتطويرها نتج عنه هذا المشروع الذي يمثل نموذجا ناجحا للعمل بمنهج الشراكة بين الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومحافظة الدرعية، وتابع مراحل العمل في المشروع من خلال زياراته المتتابعة للموقع، إضافة إلى تبنيه ومتابعته لملف ضم "الدرعية التاريخية" لقائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. ويمثل مشروع تطوير الدرعية التاريخية جانبا من اهتمام الدولة بالتراث الوطني وتنميته، لدوره في حفظ تاريخ الوطن وإبراز مساهمة أبنائه في ملحمة تأسيسه ووحدته، كما أنه شكل لاحقا أحد العناصر المهمة لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي اعتمدته الدولة أخيرا. ونظرا لأهمية الدرعية التاريخية والحاجة إلى برنامج تطوير حضاري تنموي يبرز دورها التاريخي ويجعل منها مركزا ثقافيا وحضاريا على المستوى الوطني، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس اللجنة العليا، بتشكيل لجنة لدراسة تطوير الدرعية، بناء على مقترح قدمه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وهدفت تلك اللجنة التي ترأسها الأمير سلطان بن سلمان إلى وضع برنامج تطوير حضاري تنموي شامل لإبراز الدور التاريخي للدرعية وجعلها مركزا ثقافيا سياحيا على المستوى الوطني.
«الجزيرة» - المحليات: شكل الأمر الملكي الكريم، بإنشاء هيئة تطوير لبوابة الدرعية وتشكيل مجلس لإدارتها برئاسة سمو ولي العهد بمنزلة النقلة الحقيقية لتطويرها ووضعها في مكانتها اللائقة كمنطقة تاريخية وحضارية وثقافية للمملكة. وتُعَدُّ الدرعية التاريخية أحد أهم المواقع التاريخية في المملكة والموقع السعودي الثاني المسجل في قائمة التراث العالمي التابع لليونسكو عام 2010م. وتضم الدرعية أحياء عدة رئيسة هي حي «الطريف»، الذي يقع فوق الجبل الجنوبي الغربي من منطقة الدرعية، محاط بالسور الأثري القديم ويشرف من علو بارز على باقي المدينة وفيه قصور آل سعود. وحي «غصيبة» وهو الحي الرئيس للدرعية القديمة وقاعدة الدرعية حتى 1100هـ، وحي «السريحة» ويقع شمال البجيري، وكان يضم بيوت أعيان ووجهاء في المدينة، إضافة إلى أحياء تاريخية أخرى مثل الظهيرة والطرفية والعودة والبليدة. كما تضم الدرعية العديد من الآثار المهمة التي تعطي زائرها دلالة قوية على مكانتها وأهميتها خلال العصور الماضية ومن أهم آثار الدرعية، «قصر سلوى» الذي وضع لبنته الأولى الإمام محمد بن سعود في القرن الثاني عشر وقام ببنائه كبير البنائين واستاد البناء بن حزيم ويقع في منطقة سلوى، وكان سكناً للأمير ومنه تدار شؤون الدولة حتى أصبح قصراً للحكم وتعاقب عليه عدد من الأئمة مما أحدث فيه الكثير من التعديلات والإضافات بما يتماشى مع الحاجة الحاضرة في كل عهد ومن يشاهده الآن يدرك ويشعر بقوة دولة هذا مقر قائدها.