قصة ورقة بن نوفل رضي الله عنه: هذا ورقة بن نوفل، وكان قد خرج لما كره عبادة الأوثان إلى الشام وغيرها يسأل عن الدين، فأعجبه دين النصرانية فتنصر، وكان لقي من بقي من الرهبان على دين عيسى ولم يبدل، وتعلم منهم، فلما قابل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء اللقاء الأول، وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داره يقول "زملوني زملوني" من روعة اللقاء الأول، اقترحت عليه الزوجة الرؤوم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أن يذهبا إلى ورقة بن نوفل فيعرضا عليه الأمر. روى البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت: ".. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ. فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ. فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى.
وعن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن ورقة فقال: «يبعث يوم القيامة أمة واحدة». وفي وفاته روايتان: إحداهما الراجحة، فقد ورد في صحيح البخاري عن عائشة: قال: «ثم لم ينشب ورقة أن توفي» يعني بعد بدء الوحي بقليل، والثانية عن عروة بن الزبير، قال في خبر تعذيب بلال: «كانوا يعذبونه برمضاء مكة، يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك، فيقول أحد، أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال، فيقول: «أحد، أحد، يا بلال». وهذا يعني أنه أدرك بلالاً، وأنه مات مسلماً ومدح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَعفو ويصفحُ لا يجزي بسيِّئةٍ ويكظمُ الغيظَ عندَ الشَّتمِ والغضبِ مات ورقة بن نوفل ولا عقب له. مراجع للاستزادة: ـ الذهبي، تاريخ الإسلام (دار الكتاب العربي، دمشق 1992). ـ ابن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (دار المعارف، مصر 1970). ـ ابن كثير، البداية والنهاية (دار الفجر للتراث، القاهرة 2003). ـ ابن هشام، السيرة النبوية (دار الجيل، بيروت 1975). المصدر: منى الحسن - الموسوعة العربية
[2] مراجع وملحوظات [ عدل]
لقد مات الرجل على الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صادقًا في عزمه على النصرة؛ ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسبُّوا ورقةَ بنَ نوفلٍ، فإنِّي رأيتُ له جَنةً أو جَنتينِ"[3]. لا شك أن موت ورقة زاد من حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة التي فتر فيها الوحي؛ حيث إنه فقد نصيرًا مهمًّا من أول أيام البعثة. [1] البخاري: بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، واللفظ له، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (160). [2] السابق نفسه. [3] الحاكم (4211)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال البوصيري: وروي من حديث عائشة مرفوعًا بسند صحيح. انظر: إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة 1/105، وقال الهيثمي: رواه البزار متصلاً ومرسلاً.. ورجال المسند والمرسل رجال الصحيح. وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (405).
عربي Español Deutsch Français English Indonesia الرئيسية موسوعات مقالات الفتوى الاستشارات الصوتيات المكتبة جاليري مواريث بنين وبنات القرآن الكريم علماء ودعاة القراءات العشر الشجرة العلمية البث المباشر شارك بملفاتك Update Required To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
ولا يغني عن مقترف هذا الفعل أن يأتي (في غير يوم الزحف) ويستعرض مهاراته القتالية ويطلب النزال مع أشجع الناس، أو أن يتحسّر على ذهاب العدوّ وعدم إعطائه فرصة أخرى لإظهار ثباته وإقدامه. ومثل ذلك يقال عن الطبيب الذي يتخلّى عن المرضى وقت الأوبئة والكوارث، ثم (يتطوّع) لمعالجتهم بعد ذلك، أو عن الموسر الذي يشحّ وقت المجاعات وأزمنة العُسرة، ثم ينفق بسخاء وقت الرخاء والسَّعة. ما هو التولي يوم الزحف موضوع. فهؤلاء جميعًا -والأمثلة في غيرهم كثيرة- لم يراعوا (واجب الوقت)، وكما يقول ابن القيم رحمه الله: " فالأفضل في كل وقت وحال: إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه " مدارج السالكين، 1/ 89. ، وهو ما يُعبَّر عنه آخرون بأنّ الإسلام عملُ اللحظة الراهنة.
سلطان آل قعقاع (Sultan M) 3 2019/09/05 الهجرة هي السفر، بقصد السكن في بلد آخر بغض النظر عن الأسباب. التولي يوم الزحف هو الهروب من الجيش عندما يزحف بإتجاه معركة. والله أعلم
جاء في أحكام القرآن للقرطبي: (فالمنحرف من جانب إلى جانب لمكايد الحرب غير منهزم، وكذلك المتحيز إذا نوى التحيز إلى فئة من المسلمين ليستعين بهم فيرجع إلى القتال غير منهزم أيضًا [13] ، أما المغامرة وهي اقتحام الواحد للعشرة أو أكثر فإن كان لكسر شوكة المشركين وإضعاف نفوسهم فقد جوزه البعض [14].