وَالْعَاقِبُ الَّذِى لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيُّ). فنبي الله (عيسى عليه السلام) ، وهو خاتم أنبياء بني إسرائيل ، وقد أقام في ملإ بني إسرائيل مبشرا برسول الله محمد ، وهو أحمد ، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين ، الذي لا رسالة بعده ،ولا نبوة ، فهل آن الأوان لمن ضلوا عن الحق أن يتّبعوا الهدى، ويؤمنوا بدين الله، وبرسول الله والحق الذي نزل عليه ومعه، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) [آل عمران: 110]. ويقول حسان بن ثابت – رضي الله عنه – شاعر النبي– صلوات الله عليه –: نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثان في الأرض تعبد فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا يلوح كما لاح الصقيل المهنـد وأنذرنا نارًا وبشر جـنة وعلمنا الإسلام، فالله نحــمد وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد نعم ، لقد جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليكون رحمة ونورا وسراجا منيرا وهاديا إلى الله – عز وجل – وإلى الطريق المستقيم، وليخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
رغم ذلك، مأساة تعيشها الأمة تتمثل في ظاهرة طفت منذ سنين، لا أقول في أمريكا ولا أوروبا، وإنما في بلدنا المغرب، بلدُ المجاهدين الأحرار... ظاهرة خبيثة تتمثل في قوم يعبدون الشيطان اللعين، وهذه الظاهرة قديمة في تاريخها ولكنها جديدة على مسامع الكثير منا.. مأساة مُروِّعة تُؤْلم قلوبَ الغيورين الصادقين، الذين تتقطع قلوبهم حسرات على أحوال هذه الأمة المستضعفة، هذه الأمة التي يتكالب عليها الأعداء من شتى أقطار الأرض حتى لا تقوم لها قائمة، وذلك بالقضاء على شبابها، بل على سواعدها التي يعول عليها بعد الله في بناء صرح هذه الأمة!!! فمن هم هؤلاء القوم: هم قوم لا يؤمنون بالله ولا بالآخرة، اتخذوا الشيطان لعنه الله معبودا، ونصَّبوه إلها يتقربون إليه بأنواع القربات، واخترعوا لهم طقوسا سموها عبادات يخطبون بها وُدَّه، ويطلبون رضاه. ماذا قال ابراهيم عندما القي في النار - علوم. لهم رموز وشعارات معينة، فهم يعشقون اللون الأسود، ويستخدمونه في معظم أمورهم، في ملابسهم وعلى أجسادهم، وفي بيوتهم وطقوسهم... ومن شعاراتهم: الصليب المقلوب، والصليب المعقوف، والجمجمة، والنجمة الخماسية، والنجمة السداسية، والأفعى المحيطة بالكرة الأرضية، ورأس الكبش، ولهم رموز وإيحاءات جسدية معيَّنة، يتعارفون بها فيما بينهم، ولهم تسريحات شعر معينة، ويلبسون أساور وقلادات وأقراطاً وسلاسل ذات أشكال معينة.
اللهم اغفر لنا وارحمنا واجمعنا بأبينا إبراهيم -عَلَيْهِ الصَلَاةُ والسَّلَامُ- في جنات النعيم.
د. محمد المجالي* في سورة افتتحت بالأمر بالتقوى للناس جميعا، وتحذر من أحداث الآخرة، وهي سورة الحج، جاء السياق غنيا بالحديث عن النفس الإنسانية؛ حيث ذكر الله تعالى أن من الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد. ثم الحديث عن تقرير حقيقة البعث بعد الموت، وبعدها عودة للحديث عن الإنسان. فمن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. ثم قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ * يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ" (الآيات 11-13). ومن الناس من يعبد الله على حرف. آيات -بلا شك- عظيمة، تفصح عن حقيقة بعض الناس. فصنف منهم يدور مع مصالحه، لم يخلص ولاءه وعبادته لله تعالى الواحد المستحق للعبادة. إذ رغم إقامة الأدلة العظيمة على وجوده من جهة، وأنه وحده الخالق والمدبر والمحيي والمميت والمتصرف، من جهة أخرى، وبناء عليه فهو وحده المستحق للعبادة والدعاء والتوجه، إلا أن بعض الناس يعلقون توجههم هذا وفق مصالحهم الضيقة.
يدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ) قال: ينقلب مشركاً، يدعو غير الله ويعبد غيره، فمنهم من يعرف ويدخل الإيمان قلبه فيؤمن ويصدّق، ويزول عن منزلته من الشك الى الإيمان، ومنهم من يثبت على شكّه ومنهم من ينقلب الى الشرك) ( [4]). فهؤلاء يقفون على الحافة – والحرف هو حد الشيء وحافته ومنتهاه دون أصله وحقيقته كما يقال حرف الجبل أي منتهاه وليس كل حد وجانب حرفاً حتى تكون له قابلية ربط الشيء بغيره كالحرف الهجائي فانه الحد الذي تنتهي اليه الكلمة ولا معنى له في نفسه لكنه يربط بين ما له معنى، ومنه التحريف أي الخروج عن المعنى الوسط المعتدل المعروف الى حافته المشتبهة – متزلزلين غير ثابتين لم يتمكن الدين من قلوبهم ونفوسهم، يسقطون في أول اختبار وامتحان فينقلبون على وجوههم. وقد شخص الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الظاهرة في حياة المجتمع فقال (×): (النّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيا وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلى ألسِنَتهم، يَحُوطُونَهُ ما دَرَّت مَعائِشُهُم، فَإذا مُحِّصُوا بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّيّانُونَ).
#1 هل تتقرب إلى الله بالطاعة عندما تريد أمراً ما لدنياك ؟ عندما تريد تفريج كربٍ ما و إن لم ينفرج تركت تلك الطاعة ؟ هل تجعل التقرب لله تجربة أثناء الأزمة هل تنفع و تنفك كربتك أم لا ؟ قال تعالى: ( وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الحج 11 سبب نزول الآية قال أبو سعيد الخدري: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره و ماله ، فتشاءم بالإسلام فأتى النبي - صلى الله عليه و سلم - فقال: أقلني! فقال: إن الإسلام لا يقال فقال: إني لم أصب في ديني هذا خيراً! ذهب بصري و مالي و ولدي!