فخطبها وتزوج بها، وسار بها إلى قومه، فحكى لهم حكايته وما أنشده من شعر وما ردت به عليه من شعر... فسارت كلماتهما مثلاً بين العرب؛ بدواً وحضراً.
تصفّح المقالات أدهم الشرقاوي القول: إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة! القائل: سهل بن مالك الفزاريّ أمّا القصّة: فإنّ سهل بن مالك الفزاريّ، خرجَ يريدُ النّعمان بن المنذر، ملك اليمن الشّهير.. وهو في طريقه إليه مرّ على قبيلة طيء... فسألَ: من سيّد القوم؟ فقيل له: حارثة بن لَأَم فقصده، فلم يجده، فقالتْ له أختُ حارثة: انزلْ على الرّحب والسّعة، عما قليل يعود حارثة. فنزلَ سهلٌ، ثمّ بعد قليل خرجتْ، فإذا بها جميلة فاتنة، عاقلة حصيفة، سيّدة بين النّساء! فوقعتْ في قلبه، فجلسَ محتاراً لا يدري كيف يخبرها بإعجابه بها، فجلس في فناء خيمتها وهي تسمع، وقال: يا أُختَ البدو والحضارة كيف ترينَ في فتى فزارة أصبحَ يهوى حُرّةً معطارة إيّاكِ أعني، واسمعي يا جارة! إياك أعني واسمعي ياجارة. فلمّا سمعتْ قوله، قالتْ: إنّي أقولُ يا فتى فزارة لا أبتغي الزّوج ولا الدّعارة ولا فراق أهل هذي الحارة فارحلْ إلى أهلك باستخارة فقال: واسوأتاه، واللهِ ما أردتُ مُنكَراً! فقالتْ له: صدقتَ! فكأنّها تسرّعتْ في رفضها، إذ أعجبها كما أعجبته، وارتحلَ إلى النّعمان، وفي طريق عودته، نزَلَ على أخيها حارثة، فأرسلت إليه، أن اخطبني من أخي إن كان لكَ بي حاجة! فخطبها، وتزوّجها، وسار بها إلى قومه!
في كثير من الأحيان نجد في الأمثال الشعبية ما يحثّ المرء على أن يحسن المقال، وأن يحذر من زلات اللسان وإثارة السامع، نقول: "الجواب في محله أحلى من العسل"، ونقول: "حلي لسانك وكل الناس خلاتك"، و:"كم من فم سفك دم"، ويقولون في المملكة العربية السعودية: "قال وش قاطعك يا راسي؛ قال لساني"، و"كل كلمة لها مكيال"، و"كلمة وردّ غطاها" وكذلك: "عثرتك برجلك ولا عثرتك بلسانك"، ومن الأقوال الشائعة في بعض البلدان العربية: "ألف كسرة رِجل ولا كسرة خاطر"، ومن الأقوال الشائعة في اليمن: "من عاش مداري (أي يداري خواطر الناس) مات مستور".
ويحد من فوضى الأوامر الشفهية، التي يصعب معها تحديد المسؤوليات. مبدآن مهمان يحسبان للنظام الحالي، ولا شك أنهما سيدفعان بالمسؤولين عن التسيير، إلى التفكير بروية وبرؤية جديدة واضعين نصب أعينهم ما يمكن أن يتعرضوا له من محاسبة حالية أو لاحقة، هذا إضافة إلى تحمل كل ما يصدرون من قرارات أو يعطون من أوامر لمرؤوسيهم، خاصة ما حاد منها عن جادة الصواب. رسائل هي الأخرى وصلت وجهتها بشكل جلي لكل من يهمهم الأمر، بما فيها أولئك الذين ما يزالون يسيرون مرافق عمومية، ولهم سوابق، وتم تدويرهم. وهي سانحة، تدفعني للتعجب والاستفهام هذه المرة، عن السر وراء الاحتفاظ بهؤلاء وتدويرهم، في حين أن الساحة حبلى بكفاءات، لم تحم حولها شبهات من فساد، او بعض من خيانة وطن. كفاءات يشفع لضرورو الالتفات إليها ما ذكرناه من تخليق للحياة العامة، ونهج محاسبي في أجواء كتلك السابقة الذكر. قصة مثل إياك أعني واسمعي يا جارة - YouTube. وفي ظل هذا التعجب والاستغراب من "تدوير مقيت" لم أجد له لحد اللحظة من تفسير أو مسوغ، فإني أتضرع إلى الله- بوصفي أحد المهتمين بالشأن العام- أن يقدر لي فك هذا اللغز، أو أن يقيض لي من يفكك لي شفراته. متفضلا بمشاركتي ذلك عبر مختلف وسائط التواصل، أو الاتصالى بي عن طريق خطوط الهواتف المعهودة - كما يقول مقدمو البرامج المباشرة - وأكون له شاكرا.
وهو من الأمور الشائعة في المجتمعات التي اعتادت مراعاة قواعد الأدب واللياقة. حسن المقال من أهم القواعد الاجتماعية التي تتضمن هذا المثل وشاعت في التراث العربي منذ أقدم العصور. عبّر عنها الشاعر بقوله: لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال وترددت الأمثال الشعبية وهدرت في حثّ الإنسان على حسن المقال والحذر من زلات اللسان وإثارة السامع. نقول: «الجواب في محله أحلى من العسل». ونقول: «حلي لسانك وكل الناس خلاتك»، و:«كم من فم سفك دم». ويقولون في المملكة العربية السعودية: «قال وش قاطعك يا راسي؛ قال لساني»، و«كل كلمة لها مكيال». و«كِلْمَة وِرَدّ غطاها»... وكذلك: «عثرتك برجلك ولا عثرتك بلسانك». ومن الأقوال الشائعة في لبنان: «ألف كَسْرة رِجل ولا كسرة خاطر». ومن الأقوال الشائعة في اليمن: «من عاش مداري (أي يداري خواطر الناس) مات مستور». نحن أدرى بذلك بصفتنا مسلمين، وكتابنا الحكيم مليء بالمواعظ التي تحثّ المسلم على حسن القول والكلمة الطيبة.