وفي الفصل الثالث وردت أسماء بعض العوائل دون أي إشارة إلى وجود مرجع أو مصدر وهذا يرد في عدد من الصفحات وأرقام الصفحات هي: 492/490/487/486/484/481/478وهذا أمر يقدح فى زمانة الكاتب العلمية.. ولعل الأستاذ لو تريث في نشره للمعلومات ريثما تتوافر لديه المصادر والوثائق اللازمة لكان أفضل وأجود. قبيلة بلي في تبوك الان. وعندما نقرأ الفصل الثالث نجد أن الأستاذ الطيب لم يستفد من الوثائق التي أوردها في الفصل الرابع والتي بلغت 47وثيقة بل إن بعضها لا علاقة له بموضوع الكتاب لا من قريب ولا من بعيد، وندلل على ذلك بعدد الوثائق التي تتحدث عن بعض العوائل، والتي بلغت 32وثيقة ففيها 15وثيقة في مواضيع متفرقة ستة منها عبارة عن عقود بيع.. وهناك أمر بالغ الأهمية أريد الوقوف عليه للأهمية البالغة هو إيراد الأستاذ وثائق فضلاً على أنها لا تخدم موضوع كتابه فهي تسيء إلى ما كان قد قرره في المقدمة بل وتناقض كلامه. يقول الطيب في الصفحة (17): "وإنني أعتبر هذا المصنف التاريخي الهام هو نوع من رد الجميل لأهل منطقة تبوك التي لي بها صلات رحم عديدة مع قبائلها، وكذلك لي صداقات حميمة مع الكثير من أبناء هذه المنطقة العزيزة على قلبي ووجداني وأيضاً لي فيها ذكريات جميلة على مدار خمسة عشر عاماً ترددتُ في زياراتي لها مرات عديدة لقيت كل حفاوة وتكريم من الجميع.... ".
أما عن قول مطلق البلوي أنني قد نشرت وثيقة فيها اتفاق صلح بين سكان إحدى القرى وبين إحدى القبائل بمنطقة تبوك، وان هذا ليس فعل حسن وليس رداً للجميل ورسالة سلبية مني لأهل تبوك... فأقول ان هذا الشيء لا يؤثر اطلاقاً في سرد تاريخ قد مضى وولى وأين الأخ مطلق من عشرات الكتب التي صدرت بالمملكة لعدة مؤرخين والمليئة بالأحداث والاحن والحروب بين القبائل قبل العهد السعودي فهذا تاريخ وهذه أحداث حدثت كيف ننكرها؟ بل الصحيح ان نذكرها للأجيال الحالية والقادمة حتى يعرفوا النعمة التي هم فيها الآن بعد توحيد المملكة على يد مؤسسها المغفور له إن شاء الله - الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله وطيب ثراه. أما قوله ان أهل منطقة تبوك يعرفون بعضهم البعض لا يحتاجون لمثل هذا الكتاب ليعرفهم ببعضهم وأنني أزعم بأن هذا الكتاب يوحدهم وهذا شيء غريب وعجيب مني. قبيلة بلي في تبوك باحث متخصص. وهل أنت تستطيع ان تدعي أنك تعرف جميع فروع القبائل والأفخاذ وجميع العوائل المتحضرة من أين أصلها وأعلامها. إنك تدعي ان أهل تبوك يعرفون بعضهم البعض منذ القدم، كلا والله هذا ادعاء باطل فلقد وجدت معظم العوائل لا تعرف إلاّ القليل عن الأخرى، بل وبعضها ربما لا يعرف فروع عائلته في أماكن أخرى، وكذلك أبناء القبائل يجهلون الكثير عن فروعهم، وامتدادها خارج المملكة إلى غير ذلك.
هذا الكلام الجميل والمعنى النبيل للأسف لم يترجمه الأستاذ الطيب إلى فعل حسن بل أساء من حيث أراد رد الجميل ولكي لا يكون كلامنا بلا دليل نذكر الوثيقة رقم "11" والتي تحدثت عن اتفاق صلح بين سكان إحدى القرى في منطقة تبوك وإحدى القبائل في أعقاب أحداث قديمة في العهد العثماني. بالصور .. حفل قبيلة العمران لقبيلة بلي بمناسبة عفوها عن قصاص احد ابنائها - صحيفة صدى بوك الإلكترونية. أنا أسأل الأستاذ الطيب هل ذكر الأحداث القديمة التي ولت بلا رجعة إن شاء الله تبارك وتعالى في ظل دولتنا التي تحكم بالشريعة الإسلامية نوع من رد الجميل لأهالي المنطقة. إنني أرى أن مجرد وجود هذه الوثيقة هي رسالة سلبية للقارئ الذي يقرأها بلا أي تعليق عليها من متخصص يتعامل معها بمنهجية علمية وليس هكذا بدون توضيح، ولعلي هنا أسجل مدى حاجة منطقتنا الغالية إلى إنشاء مركز تاريخي يحفظ تاريخ المنطقة ويساهم في إبرازها بصورتها الحقيقية التي تؤدي إلى وحدة وطننا المملكة العربية السعودية. وكنت قد نشرت في جريدة الجزيرة عدد 12505بتاريخ 1427/12/4ه مقالة تحدثت فيها عن إنشاء مركز تاريخي تابع لدارة الملك عبدالعزيز ووجهت نداءً لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير المنطقة بهذا الخصوص وهو المعروف بحرصه وتفانيه في كل ما يخدم منطقتنا الغالية التي تحتل جزءاً هاماً من وطننا العزيز.
أما عن ادعائه ان السرد عن القبائل أكثر مساحة من السرد عن العائلات المتحضرة هو خطأ منهجي غير صحيح لأن القبائل كيانات تتكون من آلاف العائلات فكيف يكون السرد بها أقل. وقوله إنني كان من المفروض الاكتفاء بمقدمة موجزة عن القبائل والاكتفاء بالسرد مفصلاً عن العائلات المتحضرة هذا والله عجب العجاب، فكيف يكون عنوان الكتاب سكان تبوك وتستبعد القبائل حتى لو سبق لي ان كتبت عنها في موسوعة القبائل العربية فهناك معلومات جديدة هامة لابد من استدراكها في هذا الكتاب المخصص عن منطقة تبوك. وعن قوله ذكري لبعض العائلات المتحضرة دون مراجع سابقة أتساءل: هل كتب أحد عن هذه العائلات حتى أرجع له، ولو ان هذه العائلات كتب عنها سابقاً في مراجع معتمدة بالمملكة، فلماذا أجهد نفسي واكتب عنها وأحقق وأمحص فيما لديها من وثائق وروايات عن نسبها وتاريخها وأدونها في هذا الكتاب. وما علم الأنساب والتاريخ إلاّ روايات دونها المؤرخون للأجيال اللاحقة، وأنا على منوالهم أدون ما لم يدون في كتاب ليكون مرجعاً لمن يأتي بعدي إن شاء الله تعالى. وعن نشر بعض الوثائق في الكتاب ولم يستفد منها حسب قول الأستاذ مطلق أقول ان هذه مرئيات شخصية للأخ مطلق لأن كل وثيقة كتبت في عهود سابقة، هي مفيدة لتأكيد شيء ما مثلاً مكانة أو قدم عائلة أو عشيرة في المنطقة.. جريدة الرياض | منطقة تبوك وأهلها... إلى آخره.