فكان الملوك وكبار رجال الدولة لا يقوموا بتعليم أبنائهم إلى من خلال مدارس وجامعات ومعلمين مدينة الأندلس لما كانت لها من مرتبة عالية من الكفاءة العلمية. وقد يبدو من ذلك الأمر واضحاً أن التعليم هو أساس الرقي. فعلى مر العصور السابقة وإلى وقتنا هذا يتم إثبات أن التعليم هو الأساس. وما من دولة اتخذت من العلم سلاحاً لها إلى ونجحت وتفوقت به واستطاعت أن تقف إلى القمة. وهذا الأمر موجود إلى ذلك الوقت الذي نحن نعيشه. فالدول التي تقف على مقدمة دول أخرى هي الدول الأكثر تقدماً من خلال العلم. وما من دولة كانت نامية، واستطاعت أن تصل إلى التقدم إلا من خلال العلم والتعليم. وبالفعل هذا ما بدا واضحاً من خلال مدينة الأندلس. الحياة السياسية في الأندلس في عصر تداولت فيه السلطة في هذه الأوقات كانت الحياة السياسية في الأندلس مختلفة تماماً. فكانت الدولة يسودها رجال سياسيون يعتمدوا على العلم السياسي الذي أهلهم للوصول إلى أعلى المناصب. الدولة الأموية في الأندلس - سطور. فكان رجال السياسة في الأندلس يتمتعون بالثقافة السياسية على قدر كبير. جعل الملوك يقومون بالاستعانة بهم من باقي الدول. لكي يقوموا بفض النزاعات والخلافات التي كانت تقوم. ولا يمكنهم هم فضها، وكانوا يحصلون مقابل ذلك على الأمتعة والأراضي وعلى الأحصنة.
[٢] عرفت سياسة الحاجب المنصور، وصول البربر وبكثرة إلى المناصب القيادية في الجيش واختفاء القيادات العربية من الجيوش، وظل هذا الحال حتى خلفه ابنه المظفّر في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله، ثم خلفه أخاه شنجول بعد وفاته المظفّر، فأجبر الأول الخليفة على إعلانه ولاية العهد لشنجول. [٢] نهاية الدولة الأموية في الأندلس بعد أن تولى شنجول الحكم، انقلب الأمويين بقيادة الأمير محمد بن هشام على حكمه لما رأوا فيه اغتصابًا لحقهم في حكم الأندلس، فأطاح الأمير محمد بشنجول والخليفة المؤيّد من سدة الحكم، وأعلن نفسه الخليفة الجديد. الدولة الأموية في الأندلس | تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول) | مؤسسة هنداوي. وجاء المهدي بالله الذي حرص على التنكيل بالعامريين والبربر إذ كانوا عماد جيش الحاجب المنصور، ففر العامريون إلى شرق الأندلس، وأسسوا إمارتهم هناك، والتف البربر الأمير الأموي سليمان بن الحكم الذي ثار على المهدي بالله، ونجح في اقتلاعه من منصبه وإعلان نفسه خليفة بدلًا منه، ومن هنا دخلت الدولة الأموية في الأندلس في حالة من الصراع والتفكك وبسبب تنازع الخلفاء الأمويون في الأندلس فيما بينهم، وتفتت الدولة إلى دوليلات وممالك صغيرة، عُرفت هذه الفترة تاريخيًّا بدول الطوائف. [٥] الحضارة الإسلامية في الأندلس كان للدولة الأموية في الأندلس، أثر كبير في التأثير على أوروبا والممالك المجاورة لها، لما شهدته من ازدهار ثقافي وفكري وعمراني وحضاري، فقد كانت قرطبة مقصدًا للعديد من طلبة العلم الأوروبيين.
ومما جاء في ذلك أن القاضي المنذر بن سعيد رحمه الله دخل على عبد الرحمن الناصر في قصره وكان على هذا الوصف السابق، فقال له عبد الرحمن الناصر: ما تقول في هذا يا منذر (يُريد الافتخار)؟! فأجابه المنذر ودموعه تقطر على لحيته قائلاً: ما ظننت أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ على ما آتاك الله من النعمة، وفَضَّلَكَ على كثير من عباده تفضيلاً حتى يُنْزِلَك منازل الكافرين. فقال عبد الرحمن الناصر: انظر ما تقول، كيف أنزلني الشيطان منازل الكافرين؟! فردَّ عليه المنذر: أليس الله تعالى يقول في كتابه الكريم: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف:33]. فقد ذكر الله U السُّقُف التي من فضة في هذه الآية على سبيل التعجيز؛ يعني: لولا أن يكفر الناس جميعًا بسبب ميلهم إلى الدنيا، وتركهم الآخرة لأعطيناهم في الدنيا ما وصفناه؛ لهوان الدنيا عند الله U، لكنَّا لم نجعله، إلاَّ أن عبد الرحمن الناصر فعله، وجعل لقصره سقفًا من فضة. عاصمة الدولة الاموية في الاندلس. وهنا وجم عبد الرحمن الناصر بعدما سَقطت عليه تلك الكلمات كالصخر، ثم بدأت دموعه –رحمه الله- تنساب على وجهه، وقام على الفور ونقض ذلك السقف، وأزال ما به من الذهب والفضة، وبناه كما كانت تُبْنَى السُّقُف في ذلك الزمن، إلاَّ أن مظهر الترف -لكثرة الأموال ومع مرور الوقت- يعود ويبرز من جديد، حتى أصبح الإنفاق في لا شيء، وقد قال الله I: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء:16] [2].
كما اهتم الامويون بالعمران، فبنوا في قرطبة وحدها 1600 مسجدًا واشتهر المسجد الجامع على الأخص منها في قرطبة، وبلغ عدد حماماتها 600. تأسيس الدولة الاموية في الاندلس. كما شيّد فيها الأمويون 200000 دار و80000 قصر، منها قصر دمشق الذي بنوه ليشابه قصورهم في بلاد الشام، وعرفت منطقة الربض في الشرقي من قرطبة 170 امرأة يكتبن المصاحف بالخط الكوفي. [١] كما انتشرت المكتبات واشتهرت، وراجت الكتب في جميع أنحاء البلاد وكثر التأليف والمؤلفون، وكان الخليفة الأموي الحكم الثاني جمّاعًا للكتب، وكان يرسل المبعوثين إلى دمشق والقاهرة وحلب وبغداد والمدن الأخرى لشراء الكتب بأثمان عالية حتى استطاع أن يجمع نحو 400 ألف مجلد لمكتبته، كما انتشرت الحلقات التعليمية في أغلب جوامع الأندلس وبشكل خاص في المدن الرئيسية كقرطبة وطليطلة وإشبيلية، وكانت الحلقات التعليمية في عدد من الجوامع تجذب الطلاب المسلمين والمسيحيين على السواء، كما انتشر تعلّم الأوروبييين للغة العربية في عهد الأمويين لتحصيل العلوم العربية. [١] وقد تحدّث عدد من المؤرّخين عن شباب قصدوا طليطلة ليتعلموا الفلك، فأخذوا العلوم وترجموها وكان للأندلس حينها دورًا رئيسًا، وكان منهم اليهود الذين تعلموا اللغة العربية وألفوا بها إلى كتبًا، فكانوا إلى جانب المستعربين وعدد من اللاتينيين الوسطاء في عملية نقل العلوم إلى أوروبّا.