ولذلك يهتم بالتفاصيل "شوف إسا شو بصير" ، "هذا المقطع بجانب الحاجز" هذا المقطع في البلدة القديمة.. خليك شايف إسا ييجو وفد.. " ويحدد الموقع بالضبط. الأذن تعشق قبل العين أحيانا - صحيفة الوطن. كنت أشاهد احتفاله بزواجه مرتين متزامنتين واحدة من شريط الفيديو على شاشة التلفاز الصغيرة في الزنزانة والاخرى وهي الاجمل، كنت ارى المشهد من كلماته الهادئة والواثقة والتي تبث الثقة والفرح والتصالح مع الذات. عشت هذه الامور عن قرب من ابي كمال في العام 2016 حين اقمنا في الزنزانة رقم 6 مع ستة من الزملاء الاسرى، وبقينا كذلك حتى اواخر العام 2017 حين قررت استخبارات السجون تفكيك القسم المخصص لأسرى القدس وفلسطينيي ال48، وتوزيع الاسرى على السجون، وذلك كي تقيم قسما خاصا بأسرى طولكرم. وهذا ضمن مشاريع الهندسة السياسية وهندسة الهويات والضبط والولاء لقواعد لعبة دولة الاحتلال. تسنى لي ان اقيم مع أبي كمال حوالي السنة ونصف السنة. وحين استعيد تفاصيل حياة السجن الحاضرة، فقد كنت "شيف" الزنزانة في تلك الايام ولدي خبرة لا بأس بها في الطهي واعداد الوجبات بتنوّعها، وكان معجبا بأسلوبي في الطهي وكنت معجبا باطرائه الخالي من اية مجاملات. نتناقش فيما سنعده من أكلات ونتحاور بالسياسة وقضايا الدنيا وهموم السجناء.
كيمياءُ الأجساد.. حين «تعشقُ الأذنُ قبل العيْنِ أحياناً»
ولم يثـنه عماه عن مواصلة المسير نحو ما أراد ، بل كان دافعاً ليثبت للمبصرين قدرته ، ويرد عليهم بأن العمى ليس مقعداً عن الإنتاج والإبداع