(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر على أذاهم) - الالباني - YouTube
ومثل هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم». شرح وترجمة حديث: المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم - موسوعة الأحاديث النبوية. ومفهوم هذه النصوص الصحيحة المحكمة أن فاقد الإيمان لا خير فيه؛ لأنه إذا عدم الإيمان، فإما أن يكون الشخص أحواله كلها شر وضرر على نفسه، وعلى المجتمع من جميع الوجوه، وإما أن يكون فيه بعض الخير الذي قد انغمر بالشر. وغلب شره خيره. والمصالح إذا انغمرت واضمحلت في المفاسد، صارت شرا؛ لأن الخير الذي معه، يقابله شر نظيره فيتساقطان، ويبقى الشر - الذي لا مقابل له من الخير - يعمل عمله. ومن تأمل الواقع في الخلق، رأى الأمر كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: وثنا عبد الله بن أَحْمد بن شبويه الْمروزِي، ثَنَا عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق، ثَنَا الْحُسَيْن بن وَاقد، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة «أن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، دلَّنِي على عمل أَدخل بِهِ الْجنَّة. قَالَ: لَا تغْضب. قَالَ: وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: مَتى أعلم أَنِّي مسيء». خطبة عن(الْمُؤْمِنُ الَّذِى يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْراً) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم رَوَاهُ عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة إِلَّا الْحُسَيْن بن وَاقد. وثنا زُهَيْر بن مُحَمَّد، أَنا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن مَنْصُور، عَن أبي وَائِل، عَن عبد الله قَالَ: «جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... » فَذكره.
قال الصنعاني في "سبل السلام": "فِيهِ أَفْضَلِيَّةُ مَنْ يُخَالِطُ النَّاسَ مُخَالَطَةً يَأْمُرُهُمْ فِيهَا بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ ، وَيُحْسِنُ مُعَامَلَتَهُمْ ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ الَّذِي يَعْتَزِلُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى الْمُخَالَطَةِ. وَالْأَحْوَالُ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَزْمَانِ" انتهى. فظهر أنه ليس بين الحديثين تعارض ، على فرض صحة الحديث الأول. فإذا قدر أن الإنسان بين خيارين: إما الانفراد ، وإما مجالسة أهل السوء ؛ فلا شك أن الانفراد أفضل ، وهو ما يدل عليه الحديث الأول. قال ابن عبد البر رحمه الله: " وَرُبَّ صَرْمٍ جَمِيلٍ خَيْرٌ مِنْ مُخَالَطَةٍ مُؤْذِيَةٍ ". انتهى من "التمهيد" (6/127). شرح حديث المؤمن الذي يخالط الناس, ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. وأما إذا دار الأمر بين مخالطة الناس ونفعهم والاستفادة منهم مع احتمال أذاهم ، وبين عدم مخالطتهم ، ولا نفعهم ، ولا الاستفادة منهم ، ولا الصبر على أذاهم ؛ فمخالطتهم على هذا الوجه أفضل ، ولا شك. ثانيا: أما نفس المفاضلة بين العزلة والخلطة ، من حيث الأصل ، فلا يطلق فيه قول عام لكل أحد ؛ بل ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، والأزمان ، والبلاد. فإذا كان الشخص عالما يخالط الناس ، ويعلمهم وينصحهم ويصبر على أذاهم ، فالمخالطة في حقه أفضل ممن ليس كذلك.
القسم الثاني: من مخالطته كالدواء، تحتاج إليه عند المرض، وهو مَن لا يستغني الإنسان عن مخالطته في مصلحة معاش، فيخالطهم بقدر الحاجة. والقسم الثالث: مَن مخالطتهم كالداء وهم مَن لا تربح معهم في دينٍ ولا دنيا، ومع ذلك لا بد أن تخسر الدين أو الدنيا أو هما جميعًا. القسم الرابع: مَن مخالطته الهلاك كلُّه، وهم بمنزلة السّم الزعاف، وهم أهل البدع والضلالة. إذن مَن يستفيد الإنسان منه في أمور دينه: العلماء وطلبة العلم، هؤلاء ينبغي أن يحرص على مخالطتهم والإفادة منهم، ومَن احتاج إليهم في أمور معاشه يُخالطهم بقدر حاجته. لكن مَن يخشى الإنسان على دينه إذا خالطهم ،فإنه يترك مخالطتهم، وخاصةً أهل البدع وأهل الضلال، وأهل الأفكار المنحرفة، فإن الإنسان قد يخالطهم متساهلًا، لكنَّ الطبع يسبق، ولا يلبث إلا أن يتأثر بهم، ويجرُّونه من حيث لا يشعر. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم الخطبة الثانية ( الْمُؤْمِنُ الَّذِى يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْراً) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.