[٧] ومن أهم الأحاديث التي تثبت التجارة مع الله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها) ، [٨] أنّ كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها، فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله، وأعتقها من عذابه، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه، وأوبقها بالآثام الموجبة لغضب الله وعقابه. [٩] خصائص التجارة مع الله من خصائص التجارة مع الله أن أعمالها سهلة يسيرة يستطيع الجميع فعلها، وأجورها عظيمة كثيرة، ليس لها حصر ولا حد، فالله -عز وجل- يرزق من يشاء بغير حساب، وعاقبة هذه التجارة السعادة الدائمة والخلود في جنات النعيم، فهي تجارة رابحة لا محالة. [١٠] ومن أعظم قصص التجارة مع الله، قصة الصحابي صهيب بن سنان، الذي أسلم وحُسن إسلامه، ورغب بالهجرة إلى المدينة فرارًا بدينه، وفي الطريق اعترضه المشركون لقتله، فقال لهم: إن تركت مالي لكم هل تخلون سبيلي؟ ودلهم على مخبأ ماله في مكة وضحى بكل ما يملك في سبيل دينه، وعندما بلغ ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ربع البيع أبا يحيى). [١١] المراجع ↑ "التجارة مع الله" ، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 7/3/2022. بتصرّف.
الخطبة الأولى: أما بعد فيا أيها الناس: اتقوا الله الذي خلقكم من عدم، ودفع عنكم سائر البلاء والنقم، وأردف عليكم من واسع النعم، جل في علاه من إله حليم كريم. عباد الله: كل الناس يغدو ويروح ليتاجر في هذه الدنيا، والكل يبحث عن الربح العالي، الكل يبحث عن الغنى الفاحش، الكل يلهث وراء الدنيا، إلا من رحم الله وقليل ما هم، ولكن عندما نبحث عن المتاجرين مع الله، الباحثين عن الربح الوفير مع الله، نجدهم قليلاً، بل أقل من القليل، مع أن الفرق بين التجارتين كما بين السماء والأرض يقول المولى جل في علاه ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) [فاطر: 29] لن تبور بمعنى لن تخسر أبدًا، وكيف تخسر وأنت تتاجر مع الله، الذي خزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا حصر له. ألم تروا لهذه الأمطار التي أنزلها الله علينا، كم فيها من النعم والخيرات! يصب الخير علينا صبًّا، إن التجارة مع الله لا تحتاج لدراسة جدوى، ولا رأس مال، فقط قم بما تستطيع من العمل، وقدم لآخرتك، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وكل الأعمال التي كلفنا بها نستطيع عملها بلا منّة ولا كلفة، فالفقير يتاجر مع الله، والغني يتاجر مع الله، والمريض يتاجر مع الله، الكل بلا استثناء يتاجر مع الله، فقط استحضر النية، وتاجر مع الله، وسأضرب لكم أمثلة على الربح مع الله.
ت- يزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادى الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونه ويصيروا إليك. ث- ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ماكانوا يخلصون فى غيرة. ج- ويغفر لهم فى آخر ليله, قيل يا رسول الله أهى ليله القدر؟ قال: لا ولكن العامل يوفى أجرة عند انقضاء عمله. ( أخرجه أحمد) < المؤونه: مشاغل الحياة ومتاعها > 10- تكريم الأمه بنز ول القرآن: ويكفيه فضلا أنه اختاره سبحانه موعدا للقاء السماء بالأرض, فقال عز من قائل: ( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) < البقرة: 185> فرمضان هو شهر القرآن والقرآن هو المنهج القويم وحبل الله المتين الذى لا تنتهى عجائبه على مر السنين والأيام, من تمسك به اهتدى على الصراط المستقيم, قال صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرىن وعلمه. ( أخرجه البخارى) 11- تكريم الأمه بليلة القدر: ويكفيه فضلا أنه اشتمل على ليله القدر التى هى خير من الف شهر كما قال الله تعالى ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر, وما أدراك ما ليلة القدر, ليلة القدر خير من الف شهر... ) < القدر:3-1 > وقال صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليله خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلامحروم.
لا الـه الا الله وحده لا شريك له، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير, اللهم إني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم، واستغفرك لما لا اعلم, (( اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت فتقبل منا انك أنت السميع العليم, اللهم إني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي, ذهب الظماء وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله)), سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا ألـه إلا أنت، استغفرك وأتوب اليك, اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني، وعافين و ارزقني, لا الـه الا الله وحده لا شريك له، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير