فائدة: قال ابن كثير في تفسيره: « ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾، أيْ وهم يُشاهدونَ المخلوقاتِ تحدثُ شيئاً فشيئاً عياناً، وذلك كلُّه دليلٌ على وجودِ الصانعِ، الفاعلِ المختارِ، القادرِ على ما يشاءُ: ففِي كلِّ شيءٍ له آيةٌ * تَدُلُّ على أَنَّهُ وَاحِدُ» وفي تفسير الجلاليْنِ: «وجعلنا من الماءِ النازلِ من السماءِ والنابعِ من الأرض كلَّ شيءٍ حيٍّ، من نباتٍ وغيرِه، أي فالماءُ سببٌ لحياتِه، أفلا يؤمنون». * * * * أهم المصادر والمراجع: – آيات الله في الآفاق: د. محمد راتب النابلسي. – تفسير الجلالين: الإمام جلال الدين السيوطي. إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الأنبياء - قوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون- الجزء رقم3. – تفسير ابن كثير: الإمام ابن كثير. islamiyyat مزيد من المقالات بواسطة »
وعلى هذا ينبغي فهم صيغ العموم في القرآن ، لأنه نزل بلسان عربي مبين ، والعرب تطلق صيغ العموم كثيرا ، وهي تعلم أن ثمة بعض المخصوصات. فكذلك قوله تعالى: ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) ينبغي تخصيصه بالملائكة ، فإنها قد خلقت من نور ، ولا تحتاج إلى الماء ، ويبقى الجن أيضا في دائرة احتمال التخصيص. وبهذا يظهر التوافق وعدم التناقض بين الآيات. يقول الألوسي في "روح المعاني" (7/36): " ولا بد من تخصيص العام ، لأن الملائكة عليهم السلام وكذا الجن أحياء ، وليسوا مخلوقين من الماء " انتهى. وانظر "البحر المحيط" لأبي حيان (8/327). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنبياء - الآية 30. ويقول الرازي في تفسيره (11/13): " لقائل أن يقول: كيف قال: وخلقنا من الماء كل حيوان ، وقد قال: ( والجآن خلقناه مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السموم) الحجر/27 ، وجاء في الأخبار أن الله تعالى خلق الملائكة من النور ، وقال تعالى في حق عيسى عليه السلام: ( وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطين كَهَيْئَةِ الطير بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِى) المائدة/110 ، وقال في حق آدم: ( خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ) آل عمران/59. والجواب: اللفظ وإن كان عاماً إلا أن القرينة المخصِّصَة قائمة ، فإن الدليل لا بد وأن يكون مشاهداً محسوساً ليكون أقرب إلى المقصود ، وبهذا الطريق تخرج عنه الملائكة والجن وآدم وقصة عيسى عليهم السلام ؛ لأن الكفار لم يروا شيئاً من ذلك " انتهى.
ليست الغرابة كلها في المعاجز والخوارق التي تخضع لها الرقاب وتُذعن لها الألباب، بل الإعجاز أيضا فيما هو مبثوث حول البشر، فهم ينظرون إليه في الغدو والرواح، ولا يتعظون ولا يعتبرون، ومن كثرة الاستعمال يكون الابتذال، ثم العمى عن مشاهدة النعم الكثيرة في بديع صنع الله رب العالمين. ومن تلك النعم المغفول عن تدبّرها والافتكار فيها نعمة الماء المسخّر في السماء والأرض، والذي هو أصل الخلق ومبدؤه، ولعله المادة الأولى التي تصيّر منها كل شيء، كما هو الظاهر من قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ﴾ (هود، 7).
الماء أساسي الماء يكون 90% من جسد الطفل البشري الحديث الولادة الإنسان البالغ الرجل ما بين 65 و 70% من جسده ماء والمرأة ما بين 60 و 65% ممن جسدها ماء حتى يكون التمايز للتكامل.