[8] وأمّا بالنسبة لسؤال بعضهم: كم كان عمر الرسول عند وفاة أمه عليه فإنّه يمكن القول إنّ الجواب المشهور عند المؤرخين من كتّاب المغازي والسّيَر أنّ السيدة آمنة -والدة النبي عليه الصلاة والسلام- قد سافرت من مكة إلى يثرب لتزور قبر عبد الله بن عبد المطلب والنبي -عليه الصلاة والسلام- حينها عمره ست سنوات، وكانت السيدة آمنة آنذاك مريضة، وحين كانت في طريق عودتها إلى مكّة اشتدّ عليها، فلمّا صارت في منطقة يُقال لها الأبواء بين مكة والمدينة فإنّا لفظت أنفاسها الأخيرة وماتت، وكان معها حينذاك ابنها النبي -عليه الصلاة والسلام- ووالد زوجها عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، والعلم في ذلك كلّه عند الله تعالى.
قال: وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وهو يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت عليه بردة حبرة فأقبل عليه حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ثم أقبل عليه فقبله ثم قال: بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتبها الله عليك فقد ذقتها، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً. قال: ثم رد البرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال: على رسلك يا عمر أنصت! فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر؛ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم. ثم تلا هذه الآية: ( وما محمدٌ إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكين). آل عمران (144). قال فوالله لكأن لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال: وأخذها الناس عن أبي بكر رضي الله عنه فإنما هي في أفواههم فقال أبو هريرة: قال عمر رضي الله عنه والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.
(2) طبقات ابي سعد ح2 ق2 | 54. (3) الطبري 2 | 442 وتاريخ اليعقوبي 2 | 114. (4) السيرة 3 | 390. (5) أنظر تاريخ ابن كثير 5 | 243 وطبقات ابن سعد ح2 ق2 | 57 وكنز العمال 4 | 53 الحديث 1092. (6) تاريخ ابن كثير 5 | 243 وطبقات ابن سعد. (7) كنز العمال 4 | 53 الحديث 1090 ونهاية الارب 18 | 286 وتاريخ الخميس 2 | 185 ، سنن الدارمي 1 | 39. (8) طبقات ابن سعد ح2 ق 2 | 53 وتاريخ الخميس 2 | 185. (9) كنز العمال 4 | 53 حديث 1092. (10) طبقات ابن سعد ح2 ق2 | 54. (11) تاريخ الطبري 2 | 442 وابن الأثير 2 | 219 ، سيرة ابن هشام 4 | 656. (12) السيرة الحلبية 3 | 392. (13) تذكرة الحفاظ 1 | 5 ط 1 ، دار الفكر بيروت. (14) اراد بهما حصن الروم. (15) طبقات ابن سعد 2 | 244 ط بيروت. (16) أخرجه البخاري في باب كتابه العلم 1 | 220. (17) شرح النهج لابن أبي الحديد 1 | 129 ط دار أحياء التراث ، بيروت.