المقصود بالحروف المقطعة فى القرآن إن لحروف المقطعة في القرآن تختلف عن الحروف النورانية و القاعدة النوارانية تماماً، فهي نوعان فإنها تأتي في أوائل سور القرآن الكريم، فإذا كنت تقصد بالحروف الزائدة المعروفة عند أهل اللغة فإنها تأتي لتأكيد المعنى غالباً، وبعض العلماء يسميها حروف صلة، وقال عنها الشيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "فإن الذي يقول هو صلة لا يجعل له معنى" كما يقوله من يقول ذلك في الحروف الزائدة التي تأتي للتوكيد كقوله تعالى: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ] (آل عمران)، [عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ] (المؤمنون). إذا كنا نقصد الحروف المقطعة في أوائل بعض السور القرآنية فإن هذه الحروف من مظاهر إعجاز القرآن الكريم، وتشير إلى أن القرآن الكريم مركب من جنس هذه الأحرف التي يبني منها العرب كلامهم، ومع ذلك فإنهم يعجزون عن أن يصيغوا مثل هذا القرآن الكريم، فعن ابن أبي العز قال في شرحه للعقيدة الطحاوية: وقعت الإشارة بالحروف المقطعة في أوائل السور، أي أن أسلوب كلامهم وبلغتهم التي يخاطبون بها، ألا ترى أنه يأتي بعد الحروف بذكر القرآن كما في قوله تعالى: الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ.
ثم إن هذه السورة والتي تليها أعني البقرة وآل عمران مدنيتان ليستا خطابا للمشركين ، فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوهِ. وقال آخرونَ: بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنه [تركب] من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها. ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة، ولهذا يقول تعالى:( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه) [ البقرة: 1 ، 2]. الحروف المقطعة في القران الكريم. ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه) [ آل عمران: 1 - 3]. المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه) [ الأعراف: 1 ، 2]. الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم) [ إبراهيم: 1] ( الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) [ السجدة: 1 ، 2]. ( حم تنزيل من الرحمن الرحيم)[ فصلت:1،2]. ( حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم) [ الشورى: 1 - 3]، وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤُلَاءِ لمن أمعن النظرَ، والله أعلمُ.
[1] ينظر: تفسير القرطبي (1/ 154) و(11/ 74) وغيرها. [2] ينظر: الكتاب، لسيبويه (3/ 257، 258)، وتفسير الزمخشري (1/ 64، 65، 69). [3] تفسير ابن كثير (1/ 50) بتصرف، وينظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الشنقيطي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة: 1415 هـ/ 1995م (2/ 165).
إنها اسم الله الأعظم، وهذا خطاء لأن أسماء الله تعالى توقيفية ، ولم يرد نص بصحة ذلك إنها حروف مقطعة من أسماء ،وأفعال ، كل حرف منها لمعنى غير معنى الحرف الآخر. فمعنى (الم): أنا الله أعلم ، ومعنى (الر) أنا الله أرى ، ومعنى (المص) أنا الله أفصل ، وهكذا. [3]
(الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل،ج1،ص30).