رسائل عن الرضا بما قسم الله الرسالة الأولى: أصل المعصية والغفل، هو الرضا عن النفس، أمّا أصل كل طاعة ويقظة، هو عدم الرضا بالنفس، وأنها تحتاج لمزيد من الخير. الرسالة الثانية: عندما أنحني لأقبل يدك، وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك، واستجدي نظرات الرضا من عينك، حينها أشعر باكتمال رجولتي.
هنيئا لاهل المصائب صبرهم و رضاهم عن الاخذ, المعطي, القابض, الباسط, ( لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون). ولن تهدأ اعصابك, و تسكن بلابل نفسك, و تذهب و ساوس صدرك؛ حتى تؤمن بالقضاء و القدر, جفةالقلم بما انت لاق, فلا تذهب نفسك حسرات, لا تظن انه كان بوسعك ايقاف الجدار ان ينهار, و حبس الماء ان ينسكب, ومنع الريح ان تهب, و حفظ الزجاج ان ينكسر هذا ليس, بصحيح على رغمي و رغمك, و سوف يقع المقدور, و ينفذ, القضاء, و يحل المكتوب( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر). استسلم للقدر قبل ان تطوق بجيش السخط و التذمر و العويل, اعترف بالقضاء قبل ان يهدمك سيل الندم, اذا فليهدء بالك اذا فعلت الاسباب, و بذلت الحيل, ثم وقع ماكنت تحذر, فهذا هو الذي كان ينبغي ان يقع, و لا تقل: " لو اني فعلت كذا لكان كذا و كذا, و لكن قل: قدر الله و ماشاء فعل".
قال أسامة بن منقذ: انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر للرائين نورا وفيه النار تستعر كذا الكريم تراه ضاحكا جذلا وقلبه بدخيل الهم منفطر ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم. قال الشاعر: وربما ضحك المهموم من عجب السن تضحك والأحشاء تضطرم وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم فقال: " من جعل الهم واحدا كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " رواه الحاكم. ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا. وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ". رواه الترمذي. وقال أيضا: " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه. ارض بما قسم الله لك .. - منتديات الحوار الجامعية السياسية. ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع ".
كما أنه -صلى الله عليه وسلم- بين أن القناعة سبب من أسباب كثرة الشكر؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس " (حسن لغيره). "ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ" لماذا تكون أغنى الناس إذا رضيت بما قسم الله لك؟ السبب أن من قَنَعَ استغنى عن كل شيء، فليس الغنى بكثرة المال، ولا بكثرة الولد، ولا بكثرة الجاه.
من مقتضى العبوديه لله شكر الله تعالى على النعمه، القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد ليكون دليلا على صدق رسالته التي أرسلها الله سبحانه وتعالى إليه ليهدي الناس ويخرجهم من ظلمات الجاهلية الى نور الهداية وكي يتوجهون الي الله سبحانه وتعالى ويعبدونه دون غير ويتركون عباده الاصنام التي لاتضر ولا تنفع. من مقتضى العبوديه لله شكر الله تعالى على النعمه العبودية في الاسلام قائم على تحرير الانسان من ليكون عبد مخلص للخالقه ومولاه، فتقوم العبادة في الشريعة الاسلامية على ان الله وحده هو المعبود لاشريك له، وان لايعبد الله الا ماجاء على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والغاية من ذلك أن كل العباد تعبد الله وحده لتشريك له. حل سؤال: من مقتضى العبوديه لله شكر الله تعالى على النعمه العبارة صحيحة.
ومن التهيؤ للحج والعمرة رد الأمانات والمظالم إلى أهلها، وتحري النفقة الحلال، واختيار الرفقة الصالحة، ورعاية آداب السفر، وغير ذلك مما يعين على تحقيق المقصود من العبادة. كما ينبغي في كل عبادة الابتعاد عما يشوش القلب، فينخلع القلب عن علائق الدنيا وينجذب بكليته إلى ربه ومولاه. ومما ينبغي أن يعلم أن ربنا جل شأنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، وفي الحديث القدسي: ( يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً) ومع غناه سبحانه فإنه يحب المتقين، والمحسنين، والصابرين، والتوابين والمتطهرين. ألا فاتقوا الله -رحمكم الله- واسألوه العون على ذكره وشكره وحسن عبادته. ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم في محكم تنزيله، فقال سبحانه وهو الصادق في قيله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كشمير وفي الشيشان وفي كل مكان يا رب العالمين! اللهم إن اليهود المحتلين الغاصبين قد طغوا وبغوا، وآلوا وأفسدوا، وقتلوا وشردوا، وأهلكوا ودمروا، اللهم اجعل بأسهم بينهم، وفرق جمعهم، وشتت شملهم، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك. اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين! اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحين. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا وعن جميع بلاد المسلمين يا رب العالمين! ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.