اليمين على من أنكر تمهيد: ان مبدأ البينة على من ادعى واليمين على من أنكر أخذت من سنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يُعطى الناس بدعواهم ، لادّعى رجالٌ أموال قوم ودماءهم ، لكن البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر) حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا ، وبعضه في الصحيحين. وللبيهقي بإسناد صحيح: البينة على المدعي، واليمين على من أنكر. وهي قاعدة فقهية وضعها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أشهر قواعد الفقه الإسلامي والقانون بشكل عام. وقد شرحت في مقالة منفصلة مبدأ البينة على من ادعى ، في هذه المقالة سأشرح القاعدة اليمين على من أنكر. ◙ يقصد باليمين: الحلف على نفيِ ما ادُّعِيَ به عليه. مسائل ثلاث/الاولى: حكم ما لو أقر المحكوم عليه أو أنكر. «واليمين على من أنكر»؛ أي: مَن أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة، فإذا قال زيدٌ لعمرو: أنا أطلبك مائة درهم، وقال عمرو: لا، قلنا لزيد: ائتِ ببينة، فإن لم يأتِ بالبينة، قلنا لعمرو: احلف على نفي ما ادعاه، فإذا حلف برئ.
فإذا لم يأت المدعي بالبينة، وأنكر المدعى عليه استحقاق خصمه وحلف على ذلك، لزم القاضي أن يحكم لصالح المنكر، لأنه حكمه هذا مبني على ظاهر الأمر والحال. أمر آخر، أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، في أن قضاء القاضي لا يحل حرامًا ولا يحل حلالاً، ولا يغير من حقائق الأمور، لأن القاضي لا يعلم الغيب، وقد يكون هناك من الأدلة الزائفة أو الشهادات الكاذبة ما يخفى عليه فيحكم بموجبها. اذا انكر المدعى عليه فيروز. كما ثبت في البخاري و مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وأقضي له على نحو مما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه شيئًا فلا يأخذ، فإنما أقطع له قطعة من النار". وشدد النبي صلى الله عليه وسلم على تخويف الناس من أخذ الحرام فقال: " من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر - أي كاذب - ، لقي الله وهو عليه غضبان". وأنزل الله تصديق ذلك: "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" ( آل عمران: 77).
المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة - الشيخ عبدالعزيز بن باز - YouTube
وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه رضاه، وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات على الحق حتى نلقى ربنا سبحانه وتعالى وهو راض عنا. وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه [2]. نقلت من شريط التسجيل وعرضت على فضيلته بعد نقلها فأذن في نشرها. نشرت في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة العدد الثالث السنة الأولى ذو القعدة سنة 1389هـ ص 161-164 تعليقا على محاضرة للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد المدرس بالجامعة، وقد نشرت في المجلة قبلها هذه المحاضرة بعنوان عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 98)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أثار رجل الدين الإيراني، علي رضا بناهيان، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات لفت فيها إلى أن انتشار فيروس كورونا يعتبر "مقدمة لظهور إمام آخر الزمان" في إشارة إلى "المهدي المنتظر". جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية على لسان بناهيان، حيث لفت إلى أنه ووفقا "للتقاليد التي سبقت ظهور إمام آخر الزمان (المهدي المنتظر)، فإن العالم يعاني من مخاوف واسعة النطاق والعديد من المشاكل الاقتصادية والوفيات.. " وأردف بناهيان وفقا لتسنيم: "الوفيات تتزايد، ومن بين هذه الأحداث، هناك من تُركوا دون أن يصابوا بأذى، وهم ينتظرون ظهور إمام آخر الزمان". ويذكر أن قضية ظهور الإمام المهدي موجودة لدى المسلمين من السنة والشيعة باختلاف التفاصيل حولها، ووفقا لمفتي المملكة العربية السعودية الأسبق، عبدالعزيز بن باز فإن "المهدي المنتظر صحيح، وسوف يقع في آخر الزمان قرب خروج الدجال، وقبل نزول عيسى عند اختلاف بين الناس، عند اختلاف عند موت خليفة فيخرج المهدي ويبايع، ويقيم العدل في الناس سبع سنوات أو تسع سنوات، وينزل في وقته عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، هذا جاءت به الأحاديث الكثيرة".
عقيدة السنة في المهدي المنتظر عليه السلام: يتصور البعض أن عقيدة المهدي المنتظر عقيدة خاصة بالشيعة، بينما هي عند السنة أصيلة كأصالتها عند الشيعة، لافرق بين الجميع في ثبوت البشارة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمهدي المنتظر عليه السلام ولا في مهمته العالمية، ولا في شخصيته المقدسة المتميزة، ولا في علامات ظهوره ومعالم ثورته. وقد يكون الفرق الوحيد بشأنها أننا نحن الشيعة نعتقد بأنه هو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري عليه السلام المولود سنة 255 هـ. وأن الله تعالى مد في عمره كما مد في عمر الخضر عليه السلام فهو حيٌّ غائب حتى يأذن الله له بالظهور.. بينما يرى غالبية علماء السنة أنه لم يثبت أنه مولود وغائب، بل سوف يولد ويحقق ما بشر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وتظهر أصالة عقيدة المهدي عند السنة في كثرة أحاديثها في مصادرهم وأصولهم الحديثية والعقائدية، وفي فتاوى وآراء علمائهم، وفي التاريخ العلمي والسياسي لهذه العقيدة في أوساطهم عبر الأجيال. وعلى هذا الأساس، فإن الحركات المهدية في أوساط المسلمين السنة، مثل حركة المهدي السوداني في القرن الماضي، وحركة الحرم المكي الشريف في مطلع هذا القرن، والحركات المتضمنة لأفكار مهدية بشكل بارز كحركة الجهاد والهجرة في مصر، وأمثالها من الحركات، لم تنشأ من فراغ ولا من تأثر بأفكار الشيعة عن المهدي، كما يتصور بعضهم!
ومنهم فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، فقد ندد في إحدى خطب الجمعة باعتداء هذه الفئة الآثمة الظالمة وبين أنهم ومن زعموه المهدي في واد والمهدي الذي جاءذكره في الأحاديث في واد آخر. وحصل في مقابل ذلك أن أصدر فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود رئيس الحاكم الشرعية في دولة قطر رسالة سماها (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر) نحا فيها منحى بعض الكتاب في القرن الرابع عشر ممن ليست لهم خبرة بحديث رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعرفة صحيحه وسقيمه، وفيهم من تعويله على الشبهات العقلية، وكذب بكل ما ورد في المهدي، وقال كما قالوا: إنها أحاديث خرافة، وإنها وإنها.. الخ. وقد رأيت كتابة هذه السطور مبيناً أخطاءه وأوهامه في هذه الرسالة، وموضحاً بأن القول بخروج المهدي في آخر الزمان هو الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة وهو ما عليه العلماء من أهل السنة والأثر في القديم والحديث، إلا من شذ. ومن المناسب أن أشير هنا إلى أنني سبق أن كتبت بحثاً بعنوان (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) وقد نشر هذا البحث في العدد الثالث من السنة الأولى من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الصادر في شهر ذي القعدة 1388 هـ.
يشتمل هذا البحث على عشرة أمور: الأول: في ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الثاني: في ذكر أسماء الأئمة الذي خرجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي في كتبهم. الثالث: في ذكر العلماء الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف. الرابع: في ذكر العلماء الذي حكموا بتواتر أحاديث المهدي، وحكاية كلامهم في ذلك. الخامس: في ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي لها تعلق بشأن المهدي. السادس: في ذكر بعض الأحاديث الواردة في شأن المهدي في غير الصحيحين مع الكلام على أسانيد بعضها. السابع: في ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي واعتقدوا موجبها، وحكاية كلامهم في ذلك. الثامن: في ذكر من وقفت عليه ممن حكي عنه إنكار الأحاديث في المهدي أو التردد فيها، مع مناقشة كلامه باختصار. التاسع: في ذكر بعض مايظن تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي، والجواب على ذلك. العاشر: كلمة ختامية في بيان أن التصديق بخروج المهدي في آخر الزمان من الإيمان بالغيب، وأن لا علاقة لعقيدة أهل السنة في المهدي بعقيدة الشيعة). انتهى.
والمقصود أن الأئمة الأثني عشر في الأقرب والأصوب ينتهي عددهم بهشام بن عبدالملك، فإن الدين في زمانهم قائم، والإسلام منتشر، والحق ظاهر، والجهاد قائم، وما وقع بعد موت يزيد من الاختلاف والانشقاق في الخلافة، وتولي مروان في الشام وابن الزبير في الحجاز، لم يضر المسلمين في ظهور دينهم، فدينهم ظاهر وأمرهم قائم وعدوهم مقهور، مع وجود هذا الخلاف الذي جرى ثم زال بحمد الله بتمام البيعة لعبد الملك واجتماع الناس بعد ما جرى من الخطوب على يد الحجاج وغيره. وبهذا يتبين أن هذا الأمر الذي أخبر به ﷺ قد وقع ومضى وانتهى، وأمر المهدي يكون في آخر الزمان وليس له تعلق بحديث جابر بن سمرة في الأئمة الأثني عشر. أما كون المهدي يكون عند نزول عيسى فقد قال ابن كثير في الفتن والملاحم: أظنه يكون عند نزول المسيح، والحديث الذي رواه الحارث بن أبي أسامة يرشد إلى هذا ويدل عليه؛ لأنه قال: أميرهم المهدي، فهو صريح في أنه يكون عند نزول عيسى ابن مريم، كما ترشد إليه بعض روايات مسلم وبعض الروايات الأخرى، لكن ليست بالصريحة، فهذا هو الأقوم والأظهر، ولكنه ليس بالأمر القطعي. أما كونه سيخرج في آخر الزمان كما قال النبي ﷺ فهذا أمر معلوم، والأحاديث ظاهرة في ذلك كما تقدم، والحق كما قاله الأئمة والعلماء في ذلك أنه لا بد من خروجه وظهوره.