ويقول عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (٣). ويقول عليه الصلاة والسلام: يقول الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته (١) رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم ٦٨٢، وابن ماجة في الصيام باب ما جاء في فضل شهر رمضان برقم ١٦٤٢ (٢) عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد ٣: ١٤٢ إلى الطبراني في الكبير. (٣) رواه البخاري في صلاة التراويح باب فضل ليلة القدر برقم ٢٠١٤، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها باب الترغيب في قيام رمضان برقم ٧٦٠
أهم الأحداث التي دارت بشهر شعبان يعتبر شهر شعبان من أفضل الأوقات والشهور عند الله عز وجل حيث وقعت به الكثير من الأحداث العظيمة، ففي هذا الشهر كانت أول ولادة وكذلك أول وفاة عقب الهجرة النبوية، حيث ولد به عبد الله بن الزبير رضى الله عنه، وكان به أيضًا أول مولود للمسلمين عقب الهجرة، كما أنه بهذا الشهر الكريم استولى الصليبين على بيت المقدس في الثالث والعشرين من شهر شعبان لعام أربعمئة واثنان وتسعون للهجرة، كما قام الصليبين بقتل سبعين ألف من المسلمين في يوم واحد. وفي خلال شهر شعبان أيضًا تم به تحرير مدينة حمص من يد الصليبين، حيث قام صلاح الدين الأيوبي بتحرير هذه المدينة بالواحد والعشرين لعام 559 هجريًا، وبذلك تمكن من أن يسيطر على معظم أنحاء وأجزاء بلاد الشام كلها، ولقد دارت به معركة الأرك والتي يطلق عليها اسم كارثة الأرك وحدثت في التاسع من شهر شعبان لعام 591 هجريًا، حيث وقعت المعركة بين كل من قوات الموحدين بقيادة أبو يوسف يعقوب المنصور وبين قوات مملكة قشتالة النصرانية.
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأسامة مُبيِّنًا له سَببَ صِيامِهِ: "ذلك شَهرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنه بَين رجبٍ ورَمضانَ"، أي: يَسْهو النَّاسُ عنه لِإكثارِهِمُ العِبادةَ في هَذَينِ الشَّهرينِ، "وهوَ شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ"، أي: أَعمالُ بَني آدمَ مِنَ الخيرِ والشَّرِّ والطَّاعةِ والمَعصيةِ، "إلى رَبِّ العالمينَ، ؛ فلِذلك يَنبغي أن تكونَ الأعمالُ فيه صالِحةً، "فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عَملي وأنا صائمٌ". نستدل من الحديث الصحيح السابق أن الأعمال ترفع الى الله في شهر شعبان ولكن لم يخص النبي عليه الصلاة والسلام ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال الى الله. شاهد أيضاً: اعمال ليلة النصف من شعبان مفاتيح الجنان حكم صيام ليلة النصف من شعبان يحرص الكثير من المسلمين على صيام ليلة النصف من شعبان لاعتقادهم أن لها فضل عظيم، ولكن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يختص ليلة النصف من شعبان بالفضل ولكنه كان يصوم أغلب شهر شعبان، ودعا الصحابة والمسلمين الى ذلك لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال الى الله، وقد اعتاد النبي صيام الأيام البيض من كل شهر قمري وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ولكن لا يجوز للمسلم أن يخص ليلة الخامس عشر بالفضل وعلى المسلم أن يعتاد على أداء العبادات في كل أوقات السنة دون تخصيص.
أما عن الشافعية فقد أشاروا إلى أن الصيام في النصف الثاني من شعبان غير جائز، وذلك لأنه لا يساعد العبد على صيام رمضان، ووفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا انتصف شعبانُ، فلا تصوموا حتى يكونُ رمضانُ". أما عن الحنابلة فقد أشاروا إلى الصوم في النصف الثاني من شعبان مكروه وفقًا لحديث الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم:"إذا انتصف شعبانُ، فلا تصوموا حتى يكونُ رمضانُ". حكم صيام يوم ثلاثين من شعبان صيام يوم ثلاثين من شعبان الذي يُعرف بيوم الشك كان محل خلافًا بين العلماء، وفيما يلي نوضح لك حكمه: حكم المالكية ذهب المالكية إلى أنه يجوز صيام يوم الثلاثين من شهر شعبان إذا كان مصادفًا ليوم الإثنين أو الخميس أو في حالة التعود على الصيام، أو في حالة صيام القضاء، وذلك في حالة قضاء رمضان أو قضاء نذر أو قضاء كفارة يمين. حكم الحنفية أشار الحنفية إلى أن الصيام في اليوم الثلاثين من شهر شعبان مكروه، ففي حالة أنه كان مترددًا في صومه غير جازمًا فإنه لا يعد صائمًا. أما في حالة الشك في أن يوم ثلاثين من شعبان قد يكون أول يوم في رمضان فإنه ينال جزاء صومه. فضل صيام النصف من شعبان - مجلة محطات. حكم الشافعية أشار الشافعية إلى أنه يجوز الصوم في يوم الشك، ولكن في حالة الصوم بغرض القضاء أو إذا تصادف مع يومي الإثنين والخميس فإنه يجوز له أن يصوم.
كتاب تفسير البغوي - معالم التنزيل للمؤلف الحسين بن مسعود البغوي إن معالم التنزيل كتاب متوسط، نقل فيه مصنفه عن مفسري الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو من أجلِّ الكتب وأنبلها وأسناها، حاوٍ للصحيح من الأقوال، عارٍ عن الغموض والتكلف في توضيح النص القرآني، محلى بالأحاديث النبوية والاَثار الغالب عليها الصحة.
بطاقة الكتاب وفهرس الموضوعات الكتاب: معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي المؤلف: محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت ٥١٠هـ) المحقق: حققه وخرج أحاديثه محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة: الرابعة، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م عدد الأجزاء: ٨ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
[2] أبرز مؤلفات الإمام البغوي أربعون حديثاً. الأنوار في شمائل النبي المختار. ترجمة الأحكام في الفروع (وهو باللغة الفارسية). التهذيب في الفقه (الشافعي). الجمع بين الصحيحين. شرح الجامع للترمذي. شرح السنة. فتاوى البغوي. فتاوى المروالروزي. الكفاية في الفروع. الكفاية في القراءة. المدخل إلى مصابيح السنة. مصابيح السنة. معالم التنزيل (وهو التفسير الذي اشتهر به). معجم الشيوخ. [1]
2- قال ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير: (والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي، لكنَّه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة). طريقة البغوي في تفسيره: 1- يتعرَّض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز. 2- ينقل ما جاء عن السَّلف في تفسيرها، وذلك بدون أن يذكر السند، والسّر في هذا هو أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروى عنه، ثم إنَّه إذا روى عمَّن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمة تفسيره، فإنه يذكره عند الرِّواية، كما يذكر إسناده إذا روى عن غير من ذكر أسانيده إليهم من الصَّحابة والتَّابعين. 3- كما أنَّه - بحكم كونه من الحفاظ المتقنين للحديث - كان يتحرَّى الصحة فيما يسنده إلى الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، ويعرض عن المناكير، وما لا تعلق له بالتفسير. 4- كان يتعرَّض للقراءات، ولكن بدون إسراف منه في ذلك. 5- كان يتحاشى ما ولع به كثير من المفسرين من مباحث الإعراب، ونكت البلاغة، والاستطراد إلى علوم أخرى لا صلة لها بعلم التفسير، وإن كان في بعض الأحيان يتطرّق إلى الصناعة النَّحوية للكشف عن المعنى، ولكنّه مقل لا يكثر. 6- يذكر أحياناً بعض الإسرائيليات ولا يعقّب عليها. 7- يورد بعض الإشكالات، ثُمَّ يجيب عنها، كما ينقل الخلاف عن السَّلف في التفسير ويذكر الرِّوايات عنهم في ذلك، ولا يرجِّح رواية على رواية.