و تدور عجلة الحياة… عجيبة هذه الدنيا! دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق و ثواني -أحمد شوقي نعم إن الحياة عجيبة! تسير بسرعة و تهرب من بين أيدينا, فما هي إلا سنوات و إذا بالعمر ينتهي. سنوات طويلة بالعدد لكنها بالمدة قصيرة! "الدنيا دوارة", هكذا اعتدت أن أسمع من العجائز في مدينتي. لم أكن أفهم معنى هذا المثل عندما كنت صغيراً. كانت حياتي لحظات فرح, و قليل من المنغصات. كانت الدنيا هي مدرسة و عطلة دراسية, يوم عيد و عطلته, رحلة إلى البحر أو مزار رائع نمتع به أعيننا بقية النهار ثم نقفل عائدين إلى بيوتنا. لا تحس بنفسك تكبر و تتقدم في السن, لكنك تلاحظ ذلك على من هم حولك. دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة. فجأة و إذا بجارك الذي كنت تراه كل يوم على موقف الحافلات تذهبون معاً إلى نفس المدرسة على نفس خط النقل أضحى شاباً تزوج البارحة, و إذا بابن عمك الذي كنت تداعبه و هو طفل صغير صار على أعتاب المراهقة! و تسير الحياة لا تتوقف لحظة, لا تمنح أحداً فرصة أن يقف ليلتقط أنفاسه. يوم يأتي و يوم يروح, و كل ساعة تمر تأخذ معها من عمرنا ساعة. و تتحرك بنا مركبة الحياة, لنكتشف في النهاية أننا كبرنا و كأنها مفاجأة لم نعشها بتفاصيلها! بالأمس كنا أطفالاً صغاراً نلعب معاً, اليوم كبرنا و ذهب كل منا إلى طريقه في الحياة.
ما الذي يجعل اليوم مختلفاً عن البارحة إن كان بنفس الصيغة و النتائج؟ الناس تميل إلى الدعة و الاستقرار, و هذه طبيعة البشر, لكن أرجوكم… لا تحبطوا من حولكم و تجبروهم على نظام حياتكم! إن كنتم تحبون الاستقرار و الرتابة لأنه "الأضمن و المجرب" فأنتم أحرار في اختياركم, لكن أبداً لا تحاولوا أن تطبقوا هذا النظام غصباً على من حولكم! و تعليقاً على أحداث مصر الجارية في ميدان التحرير, و قبلها الكثير من الأحداث؛ الاعتداء على أسطول الحرية, الاعتداء على غزة, التكالب على القدس و أهلها… كالعادة تجلس عائلتي أمام شاشة التلفاز تتابع الأحداث باهتمام, ثم تعلق و تتناقش, و لما يأتي دوري بالتعليق أبدي رأيي بأنني معهم و أتمنى لو كنت معهم فهي درجة نحو الحرية أو على الأقل التعبير عن وجودنا كبشر لنا عقول في رؤوسنا, تبدأ التعليقات تتقاطر على رأسي "انت ناوي تروح ع السجن؟! " "بدك تسوي مصيبة في حالك؟! " "أنت مدونتك و كتاباتك و تعليقاتك رح تودينا كلنا في داهية!! " "ما تكتب, ما تكتب! «دقات قلب المرء» ثواني عمره. خلي في قلبك!! " (؟؟! ) ما فائدة كل الدعاء الذي تدعون به, " 'الله يخسف اليهود' 'الله على الظالم' 'الله ينصركم' " إن لم يكن في نيتنا دفع العجلة إلى الأمام قليلاً أو حتى مجرد طرح فكرة وجود "مشاغب يسعى نحو السجن" بيننا؟!
2 وإن الإسلام نظم حياة المسلم ووقته فقد نظم نومه واستيقاظه, وأداءه للشعائر, وانطلاقه إلى ميدان الحياة, ليجعل عمله كله عبادة لله -عز وجل- يقوم على أساس الشعائر كلها وعلى أساس من ذكر الله الملازم له. وإذا أردنا أن نقدر أعمار هذه الأمة فلنسمع إلى حديث أَبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ( أعمارُ أمَّتي ما بينَ السِّتِّينِ إلى السّبعِينِ وأقَلُّهُم مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ). قال أحمد شوقي: دقات قلب المرء قائلة له ** إن الحياة دقائق وثواني في الشطر الأول من البيت السابق - عالم المعرفة. 3 فإذا أخذنا بفرضية أن العمر سبعون سنة, فاعلم -رحمك الله- بأن كل خمس دقائق تقضيها يومياً تقدر من إجمالي عمرك بثلاثة أشهر تقريباً, وأن كل ساعة تقضيها يومياً تقدر بثلاث سنوات من إجمالي عمرك, وإذا علمت ذلك فعليك استثمار وقتك الاستثمار الأمثل بحيث لا تضيعه, وحاول أن تقدر الأمر كما ينبغي فتسأل نفسك لم؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ ونظم وقتك لكي لا تفقد الكثير منه بدون فائدة وتأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون وتقول: ليتني فعلت وليتني قلت! واعلم غفر الله لي ولك إنك مسؤول عن هذا الوقت, فإن لم يكن لك فهو عليك! وأن المغزى من خلق الخلق هو عبادة الله, وهذا هو الهدف الحقيقي والرئيس الذي يجب أن يكون في حياتك, وعلى جوارحك أن تتحرك وتعمل لتحقيق هذا الهدف, وأن باقي الأعمال يفترض أن تصب في صالح هذا الأمر.
أنا ما كنت أنظر إليه و أنا طفل صغير و كأنه مخلوق قادم من الفضاء! أنا اليوم ما كنت أتمناه و أنا صغير, أقود السيارة, أتحكم في مصاريفي بنفسي, أعيش مغترباً بعيداً عن أهلي, أمي و أبي راضون عني و بيننا تفاهم عميق… مع ذلك هذا ليس كفاية! أريد المرحلة التالية… تماماً كما كنت و أنا طفل صغير أترقب المرحلة التالية! لكن هذه المرة تختلف نظرتي للحياة, لم تعد حساباتي هي كيف أقسم مصروفي لاشتري أكبر حصة من الحلويات! و لا كيف أوفر قدر المستطاع و أحرم نفسي من شراء الحلويات و الشوكولاتة لاشتري ذلك الشيء "الرائع" الذي رأيته اليوم في واجهة المحل! اليوم أنا أجلس قدر ما أشاء أمام شاشة الكمبيوتر, و الانترنت متوفر 24/7. لكن لا يبدو أن هذا الشيء "الخارق" الذي كنت أحلم به أيام الطفولة يأتي بأية نتيجة أو احساس بالرضا! سأكون صريحاً معكم, الأوقات الوحيدة التي أحس بها بالرضا هي الأوقات التي أحس فيها بأنني حققت شيئاً فعلياً. أريد أن أنظر إلى حياتي في وقت ما و أقول لنفسي "لقد كانت حياةً رائعةً أنجزت فيها". دقات قلب المرء قايله له ان الحياه دقائق. لا أريدها الحياة التي أذهب فيها كل كل يوم إلى العمل, نفس الروتين و نفس النظام. ما فائدة الحياة إن كانت لا تأتي بالجديد؟!
ذات صلة كم عدد أجزاء القرآن كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه القرآن الكريم القرآن الكريم آخر كتاب سماويّ مُقدس، أنزله الله سبحانه وتعالى على سيدنا محمد، يُعتبر القرآن الكريم أعظم الكتب التي عرفتها البشرية، فهو حد فاصل في تاريخ البشرية، فقد أخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ ونظّم حياة الإنسان من جميع نواحيها المختلفة، بعد أن كانت مُبعثرة وغير منظمة، حيثُ يُعتبر منهجاً كاملاً متكاملاً يحمل من التشاريع والقوانين والأنظمة ما يضمنُ سعادة الإنسان، بعيداً عن التفكك الفكريّ والاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسيّ، ففيه كل ما يحتاج إليه المسلم من مُيسرات الحياة وأنظمتها. وقد أُنزل القرآن على سيدنا محمد مفرقاً لمدة ثلاثة وعشرين عاماً، وكان يُكتب على الجلود وورق النخيل، ونظراً لاستشهاد حفظة القرآن في المعارك، وبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الصحابةُ بجمع القرآن الكريم خوفاً من ضياعه أو تحريفه، كما حُرفت الكتب السماويّة السابقة. أجزاء القرآن الكريم في القرآن الكريم ثلاثون جزءاً، وكلّ جزء من الأجزاء ينقسمُ إلى حزبين، ويُسمى الجزء بحسب السورة التي يبدأُ بها كجزء عمّ مثلاً. وقد حاول الصحابةُ والتابعون تيسير ختم القرآن الكريم من خلال قراءة جزء منه يومياً، مما يجعل ختم القرآن في رمضان سهلاً ومُيسّراً.
#أجزاء_القرآن_ناشر #جزء_ناشر #نشر_الآيات_ناشر