ابن كثير: أي في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلا القليل منهم. القرطبى: وإن ربك لذو فضل على الناس في تأخير العقوبة وإدرار الرزق ولكن أكثرهم لا يشكرون فضله ونعمه. الطبرى: يقول تعالى ذكره: (وَإِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) بتركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه, وكفرهم به, وذو إحسان إليهم في ذلك وفي غيره من نعمه عندهم (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) لا يشكرونه على ذلك من إحسانه وفضله عليهم, فيخلصوا له العبادة, ولكنهم يشركون معه في العبادة ما يضرّهم ولا ينفعهم ومن لا فضل له عندهم ولا إحسان. ابن عاشور: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) موقع هذا موقع الاستدراك على قوله { عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون} [ النمل: 72] أي أن تأخير العذاب عنهم هو من فضل الله عليهم. وان ربك لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون عليه. وهذا خبر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم تنبيهاً على أن تأخير الوعيد أثر من آثار رحمة الله لأن أزمنة التأخير أزمنة إمهال فهم فيها بنعمة ، لأن الله ذو فضل على الناس كلهم. وقد كنا قدمنا مسألة أن نعمة الكافر نعمة حقيقية أو ليست نعمة والخلاف في ذلك بين الأشعري والماتريدي.
القول في تأويل قوله تعالى: ( وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون ( 73) وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ( 74)) يقول تعالى ذكره: ( وإن ربك) يا محمد ( لذو فضل على الناس) بتركه معاجلتهم بالعقوبة على معصيتهم إياه ، وكفرهم به ، وذو إحسان إليهم في ذلك وفي غيره من نعمه عندهم ( ولكن أكثرهم لا يشكرون) لا يشكرونه على ذلك من إحسانه وفضله عليهم ، فيخلصوا له العبادة ، ولكنهم يشركون معه في العبادة ما يضرهم ولا ينفعهم ومن لا فضل له عندهم ولا إحسان. وقوله: ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) يقول: وإن ربك ليعلم ضمائر صدور خلقه ، ومكنون أنفسهم ، وخفي أسرارهم ، وعلانية أمورهم الظاهرة ، لا يخفى عليه شيء من ذلك ، وهو محصيها عليهم حتى يجازي جميعهم بالإحسان إحسانا وبالإساءة جزاءها. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النمل - الآية 73. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم ، قال: ثني الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج: ( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم) قال: السر.
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ تفسير بن كثير يقول تعالى مخبراً عن المشركين في سؤالهم عن يوم القيامة واستبعادهم وقوع ذلك، { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} ؟ قال اللّه تعالى مجيباً لهم: { قل} يا محمد { عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون} قال ابن عباس: أن يكون قرب أو أن يقرب لكم بعض الذي تستعجلون، كقوله تعالى: { ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا} ، وقال تعالى: { ويستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} ، وإنما دخلت اللام في قوله: { ردف لكم} لأنه ضمن معنى عجّل لكم، كما قال مجاهد في رواية عنه { عسى أن يكون ردف لكم} عُجّل لكم. ثم قال اللّه تعالى: { وإن ربك لذو فضل على الناس} أي في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلا القليل منهم، { وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون} أي يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر، { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} ، { يعلم السر وأخفى} ، ثم أخبر تعالى بأنه عالم غيب السماوات والأرض وأنه عالم الغيب والشهادة، وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه، فقال تعالى: { وما من غائبة} قال ابن عباس: يعني وما من شيء { في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} ، وهذه كقوله: { ألم تعلم أن اللّه يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على اللّه يسير}.
وحسب المتقين أن العمل لا يتقبل إلا منهم، قال الفيروز آبادي: " ثم تأمل أصلاً واحداً، هب أنك جاهدت وثابرت جميع عمرك في العبادة، وعشت ما عشت، وحصل لك من العنايات ما حصل، أليس ذلك كله متوقفاً على القبول ؟ وإلا كان هباءً منثوراً، وقد علمنا أن الله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين، فرجع الأمر كله إلى التقوى " [بصائر ذوي التمييز].
إنما يتقبل الله من المتقين | برنامج (نفحات رمضان) | إسلام ويب - YouTube
قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: «الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل».
والقلوب تعيي من يعالجها، وإصلاحها أشد من أعمال الجوارح مهما كثرت؛ ولذا كان تفكر ساعة خير من قيام ليلة. قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: «الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل». قولُ الله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِن المُتَّقِيْنَ) | موقع سحنون. ويخبر ابن أبي رواد عما كان سائدا عند السلف الصالح في عمل العمل، والخوف من عدم قبوله فيقول: «أدركتهم يجتهدون في العلم الصالح، فإذا بلغوه وقع عليهم الهمّ أيتقبل منهم أم لا». إن آية تعليق قبول العمل بتحقيق التقوى قد عظم بها هَمُّ الصحابة والتابعين، وأبكت العباد الصالحين، وأقلقت الزهاد الورعين، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: «كُونُوا لِقُبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ هَمًّا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ، أَلَمْ تَسْمَعُوا اللَّهَ تعالى يَقُولُ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]». ومن الصحابة من كان يتمنى أنه يعلم قبول عمل له ولو كان قليلا جدا؛ وذلك لعظمة القبول في نفوسهم؛ ولعلمهم أن من قُبل عمله نجي من العذاب، وفاز بالجنة والرضوان؛ لأن الله تعالى كريم يجزي على القليل كثيرا، فكان همهم متوجها إلى القبول، لا إلى العمل ولا إلى جزائه. قال فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ رضي الله عنه: «لَأَنْ أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَقَبَّلَ مِنِّي مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينِ} [المائدة: 27]».
قولُ الله تعالى (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ) 4 نوفمبر 2016 قولُ الله تعالى (وَمَنْ يَقتلْ مُؤمناً مُتعمِّداً) 4 نوفمبر 2016 قال الله تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (سورة المائدة آية 27). قولُ الله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِن المُتَّقِيْنَ) معناها المُتَقُّونَ هُم الذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ بِتَرْكِ الرِّيَاءِ والشِّرْكِ، مِن هؤُلاءِ يَتَقَبَّلُ اللهُ، الإِخْلَاصُ يَتَضَمَّنُ الإِيمَانَ والخُلُوَّ مِن الكُفْرِ وتَرْكَ الرِّيَاءِ.
(المائدة:27). سئل الإمام أحمد عن معنى المتقين في هذه الآية فقال: يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له. ووردة في الآية آثار كثيرة عن سلفنا الصالح ، منها ما جاء عن أبي الدرداء قال: لإن أستيقن أن الله تقبل مني صلاةً واحدةً أحب إليّ من الدنيا وما فيها إن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}. وقال علي رضي الله عنه: لا يَقِلّ عمل مع تقوى وكيف يَقِلّ ما يُتقبل. تفسير: إنما يتقبل الله من المتقين. كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها ولا غيرها ولا يرحم إلا عليها ولا يثيب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل. سئل موسى بن أعين عن قوله{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} فقال: تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسماهم متقين. دخل سائل على ابن عمر رضي الله عنه فقال لابنه اعطه ديناراً فاعطاه ، فلما انصرف قال ابنه: تقبل الله منك يا أبتاه فقال: لو علمت أن الله تقبل مني سجدةً واحدةً أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت تدري ممن يتقبل الله { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَالْمُتَّقِين}. وروى ابن جرير عن عامر بن عبدالله العنبري أنه حين حضرته الوفاة بكى، فقيل له ما يبكيك فقد كنت وكنت ؟ فقال يبكيني أني أسمع الله يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} فمن منا أشغله هذا الهاجس!!
فلماذا ينعق الغراب عند رؤية أحدهم ؟ قد يكون ذلك ناتج عن العديد من الاسباب فمن الممكن أنه يود التواصل مع هذا الشخص أو مع أحد الغربان القريبة. أو أنه يريد إخافته ليذهب بعيدًا عنه، أو ينعق ليحذره من خطر ما. أو أنه ينعق بسبب وجود حيوان مفترس أو شعوره بتهديد. لماذا الغراب مكروه البعض يكره طائر الغراب لأنه ينقل الامراض وقد يتسبب في إفساد المزروعات. ومنذ القدم ترسخت عند الكثيرين مشاعر الكره للغراب والتشائم من رؤيته أو من صوته. وذلك لعدة أسباب منها ارتباطه بقصة الموتى ودفنهم او بسبب لون ريشه الاسود القاتم وشكله الغير مبهج بعكس باقي الطيور. وهذه الافكار تعد من الخرافات التي لا أساس لها من الصحة والبعيدة عن تعاليم الاسلام ، فقد نهانا الاسلام عن ذلك فقال " اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك" قصة الغراب والدفن في أول طور النشأة قام قابيل بقتل أخيه هابيل، ولم يعرف كيف يواري سوأة اخيه ووقف متحيرًا. ثم رأى أمامه غراب يبَحث ويفتش في الارض وقام بحفر حفرة، وهذا بوحي من الله ليتعلم الانسان كيفية مواراة الجثث. لتذهب بعدها حيرة هابيل ويهتدي الى الطريقة التي يتمكن بها من دفن أخيه، لتصير سنة باقية في الخلق.