اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) دنت القيامة, وانفلق القمر فلقتين, حين سأل كفار "مكة" النبي صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية, فدعا الله, فأراهم تلك الآية. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وإن ير المشركون دليلا وبرهانًا على صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يُعرضوا عن الإيمان به وتصديقه مكذبين منكرين, ويقولوا بعد ظهور الدليل: هذا سحر باطل ذاهب مضمحل لا دوام له. حرص الأنبياء على هداية الناس | موقع المسلم. وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وكذَّبوا النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعوا ضلالتهم وما دعتهم إليه أهواؤهم من التكذيب, وكلُّ أمر من خير أو شر واقع بأهله يوم القيامة عند ظهور الثواب والعقاب. وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) ولقد جاء كفار قريش من أنباء الأمم المكذبة برسلها, وما حلَّ بها من العذاب, ما فيه كفاية لردعهم عن كفرهم وضلالهم. حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) هذا القرآن الذي جاءهم حكمة عظيمة بالغة غايتها, فأي شيء تغني النذر عن قوم أعرضوا وكذَّبوا بها؟ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) فأعرض -أيها الرسول- عنهم, وانتظر بهم يومًا عظيمًا.
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
فقال: (يجادلنا في قوم لوط)، (إنه آتيهم عذاب غير مردود)، فكان جدله في هؤلاء ولكنه مهد للحديث تمهيداً لبقاً حصيفاً ينم عن عقل كامل وذكاء وافر. ولكن كان القضاء قد سبق ببوارهم، وثبت في اللوح المحفوظ عند الله أنهم مهلكون، أجرى بذلك القلم وجفت به الصحف، فجاء الجواب: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ). وأما الإشكال المطروح فهو اعتراض صحيح منه عليه السلام، فقد أدرك بثاقب نظره أنها حجة كما أدرك ذلك حبر الأمة وترجمان القرآن فقال: "لم يعذب أهل قرية حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم، ويخرج المؤمنون، ويلحقوا بحيث أمروا"(1). ولما كان الاعتراض في أصله صحيحاً بينت الملائكة أن المعترض بهم مخصوصون من عموم ما أخبروا به، فهم خارجون من عموم أهل القرية في قولهم: (إنا مهلكوا أهل هذه القرية). رئيس منتدى دراية: مصر أصبحت أقل تضررا بالأزمة الاقتصادية العالمية بسبب الإصلاح الاقتصادي - بوابة الشروق. [العنكبوت: 31]: (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)[العنكبوت: 32]. وبعدها قد اكتملت الصورة في ذهن إبراهيم عليه السلام وعلم الأمر على التمام، فلم ينقل عنه جدل أو اعتراض، وهذا ينبئ عن نبل مقصده لما ابتدأ جدله، وعن دورانه في فلك الحق واتباعه له.
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أكفاركم- يا معشر قريش- خير مِنَ الذين تقدَّم ذكرهم ممن هلكوا بسبب تكذيبهم, أم لكم براءة مِن عقاب الله في الكتب المنزلة على الأنبياء بالسلامة من العقوبة؟ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) بل أيقول كفار "مكة": نحن أولو حزم ورأي وأمرنا مجتمع, فنحن جماعة منتصرة لا يغلبنا من أرادنا بسوء؟ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) سيهزم جمع كفار "مكة" أمام المؤمنين, ويولُّون الأدبار, وقد حدث هذا يوم "بدر". تفسير سورة القمر – HQOGG.NET – القرآن الكريم. بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) والساعة موعدهم الذي يُجازون فيه بما يستحقون, والساعة أعظم وأقسى مما لحقهم من العذاب يوم "بدر". إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إن المجرمين في تيه عن الحق وعناء وعذاب. يوم يُجرُّون في النار على وجوههم, ويقال لهم: ذوقوا شدة عذاب جهنم. إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) إنَّا كل شيء خلقناه بمقدار قدرناه وقضيناه, وسبق علمنا به، وكتابتنا له في اللوح المحفوظ.
وأكد أن الدولة سعت إلى تعزيز مناخ الاستثمار انطلاقا من إيمانها بأنه طوق النجاة من الأزمة الاقتصادية العالمية، لاسيما بعد فترة التعثر التي مرت بها عقب أحداث يناير 2011 وثورة يونيو 2013، ولولا ما تم في السنوات الماضية ما كان الوضع مطمئنا كما هو الآن. وأوضح هاشم، أن الإصلاح المالي والنقدي دعما تعزيز الاحتياجات من النقد الأجنبي بما دفع بتدفقات الاستثمار الأجنبي لمصر، مشيرا إلى أن حجم صافي التدفقات الداخلة من الاستثمَار الأجنبي المُباشر لمصر شهد طَفرة حقيقية منذ عام 2015؛ حتى بلغ5. 2 مليار دولار في العام المالي 2020/2021. وأكد أنه على الرغم من تراجع حجم الاستثمارات عالميا، إلا أن مصر ظلت أكبر متلق لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا، إذ بلغ نَصيب مِصر من إجمالي التدفقات 14. 8% في عام 2020، فضلا عن أنها أصبحت في الترتيب الثاني عربيًّا بعد الإمارات.
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) فكيف كان عذابي ونذري لمن كفر بي, وكذَّب رسلي ولم يؤمن بهم؟ إنه كان عظيمًا مؤلمًا. وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم وللتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟ وفي هذا حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه. كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) كذبت ثمود -وهم قوم صالح- بالآيات التي أُنذرِوا بها, فقالوا: أبشرًا منا واحدًا نتبعه نحن الجماعة الكثيرة وهو واحد؟ إنا إذا لفي بُعْدٍ عن الصواب وجنون. أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26) أأُنزل عليه الوحي وخُصَّ بالنبوة مِن بيننا, وهو واحد منا؟ بل هو كثير الكذب والتجبر. سَيَرون عند نزول العذاب بهم في الدنيا ويوم القيامة مَنِ الكذاب المتجبر؟ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) إنا مخرجو الناقة التي سألوها من الصخرة؛ اختبارًا لهم, فانتظر- يا صالح- ما يحلُّ بهم من العذاب, واصطبر على دعوتك إياهم وأذاهم لك.
قال ابن إسحاق: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى يُفَقِّهُ أهلَها ويُقرئهم القرآن، فكان منزله على أسعد بن زرارة، وكان إنما يسمَّى بالمدينة المقرئ، يُقال: إنه أوَّل مَن جمع الجمعة بالمدينة، وأسلم على يده أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وهما سيِّدا قومهما، وكفى بذلك فخرًا وأثرًا في الإسلام [3]. اهـ. وروى البخاري في صحيحه من حديث البراء رضي الله عنه، قال: أوَّل مَن قدم علينا مصعبُ بن عمير، وابن أم مكتوم، وكانا يُقرئان الناس، فقدم بلال، وسعد، وعمارُ بن ياسر، ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فما رأيتُ أهلَ المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جعَل الإماءُ يقُلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما قدم حتى قرأت ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1] في سُوَرٍ مِن المفصَّل [4].
وذكره في الفتح (11/ 279) وسكت عنه. والحديث أخرجه الترمذي من طريق ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن زياد عن محمَّد بن كعب القُرَظي قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول: "إنَّا لجلوس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد إذ طلع مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم... ". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب (2) ا. هـ. ويظهر أن الضعف الذي أشار إليه ابن حجر هو جهالة الواسطة بين محمد بن كعب وعلي -رضي الله عنه. وروى ابن إسحاق قال: حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: "كنّا قومًا يصيبنا صَلَف العيش بمكة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشدته، فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك وصبرنا له، وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه، ثم لقد رأيته جهد في الإِسلام جهدًا شديدًا، حتى لقد رأيت جلده يتخشّف تخشّف جلد الحية عنها، حتى إن كنا لنعرضه على قسيّنا فنحمله ممّا به من الجهد، وما يقصر عن شيء بلغناه، ثم أكرمه الله عَزَّ وَجَلَ بالشهادة يوم أحد (3) ". وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصعب بن عمير مقبلًا عليه إهاب كبش قد تنطّق به، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- انظروا إلى هذا الرجل الذي نوّر الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب، فدعاه حبّ الله ورسوله إلى ما ترون".
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وبعد: فهذه سيرة عَلَمٍ من أعلام هذه الأمَّة، وبطل مِن أبطالها، صحابيٍّ جليل مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، نقتبس مِن سيرته العطرة الدروس والعِبَر. هذا الصحابي كان من السابقين إلى الإسلام ممن شهد بدرًا وأُحُدًا، وكان حامل اللواء فيها، وممن هاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة، والثانية إلى المدينة، أسلَمَ على يديه العشرات، وكان أوَّلَ سفير في الإسلام، ويقال: إنه أوَّلُ مَن صلَّى الجمعة في المدينة.